فشلت كوت ديفوار مرة أخرى في نهائيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم بعد خسارتها 2-1 مساء الأحد على ملعب "روايال بافوكينغ" أمام نيجيريا. وسجل إيمينيكي في الدقيقة 42 ومبا في الدقيقة 78 لنيجيريا، فيما سجل هدف "الأفيال" تيوتيه في الدقيقة 50. ولم تمر سوى دقيقة واحدة حتى هددت كوت ديفوار مرمى إنيياما، حارس ماكابي تل أبيب، عن طريق جيرفينيو ثم حصل دروغبا على خطأ على بعد 25 مترا نفذه تيينيه من دون خطورة (د. 3). وردت نيجيريا عن طريق موزيس ولكنه تسرع وارتكب خطأ على إيبوي (د. 6)، ثم بواسطة إيديي بضربة رأسية (د. 7).، قبل أن يسدد موزيس تسديدة قوية تصدى لها بوبكر باري بصعوبة (د. 9). كوت ديفوار بترسانتها ونيجيريا بشبابها ودخلت كوت ديفوار بكل ترسانتها، تقدمها القائد والنجم ديدييه دروغبا، اللاعب الجديد لنادي فنربغشة التركي، ويايا توري (مانشستر سيتي) وجيرفينيو (أرسنال) كالو (ليل الفرنسي). وكانت مشاركة دروغبا غير مؤكدة نظرا لنقص لياقته البدنية. وأعلن المدرب صبري لاموشي بذلك نيته للأداء الهجومي من أجل ضمان التأهل إلى نصف النهائي في الوقت الرسمي. من جهتها بدأت نيجيريا المباراة بتشكيلتها الأساسية المعتادة، أي بكل من أوبي ميكل لاعب تشلسي وأونازي (لاتسيو روما) في الوسط وموزيس (تشلسي) وإيمينيكي (سبارتاك موسكو) وإيديي في الهجوم. وكان ستيفان كيشي مدرب "النسور" صرح قبل المواجهة بين هذين العملاقين الأفريقيين أن فريقه لن يفرط في اللعب الهجومي وأنه لن يكتفي بالدفاع. وتأكدت نية لاموشي وكيشي في ربع الساعة الأول من المباراة، وتحكمت نيجيريا أكثر في الكرة وخلقت فرصا عديدة، فيما نجوم كوت ديفوار تأخرت في الدخول في المباراة. وظهر "النسور" النيجيريون بوجه جديد وتقدموا بصفوف منظمة وخطى ثابتة، ليزعزعوا ثقة "الأفيال". وكاد إيديي أن يخادع باري إثر تمريرة من موزيس (د. 15)، لتتأكد هيمنة نيجيريا على اللعب. وقد لعبت كوت ديفوار الأدوار الأولى في النهائيات منذ العام 2006 عندما خسرت في النهائي أمام مصر في القاهرة بركلات الترجيح، ووصلت إلى الدور ذاته في 2012 لتهزم بنفس الطريقة من طرف زامبيا، وبلغت نصف النهائي في 2008 وربع النهائي في 2010. فيما نيجيريا، التي أحرزت الكأس في 1980 و1994، نشطت دور الأربعة أربعة مرات منذ 2002. إيمينيكي يقذف صاروخا صوب المرمى ويهز الشباك وحاول لاعبو كيشي بناء الهجمات بتنظيم محكم، مسيطرين على الوسط وتمكنوا من عزل المهاجمين الإفواريين، لدرجة أن دروغبا وزملائه صاروا يقذفون من بعيد لمغالطة إنيياما، ما دل على ضعف أدائهم. وغاب "الأفيال" تماما عن المباراة، ليتركوا المجال أمام منافسهم الذي ضيع أفضل فرصه في الدقيقة 26 عن طريق إيمينيكي عندما دخل منطقة الجزاء بالكرة ليجد نفسه وجها لوجه مع باري قبل أن يسدد خارج الإطار. لكن سيطرة نيجيريا أتت بثمارها في الدقيقة 42 عن طريق إيمينيكي، الذي استغل خطأ على مبا ليسدد ضربة قوية فشل باري في إخراجها. وكانت تلك النتيجة منطقية نظرا لإحكام قبضة النيجيريين على المباراة في شوطها الأول. وقد شدد يوبو مدافع "النسور" قبل المباراة على أن "حقيقة الميدان هي التي تحدد الفائزين وليست التوقعات ولا التكهنات". والحقيقة هي أن كوت ديفوارأصبحت أمام مهمة إعادة الاعتبار بعد أن كانت في موضع المرشح بامتياز. وانطلق الشوط الثاني بنفس النوايا من الطرفين: نية التسجيل والتعادل بالنسبة لكوت ديفوار وتعميق الفارق لنيجيريا. وكانت كوت ديفوار السباقة إذ هزت شباك إنيياما عن طريق تيوتيه إثر خطأ على دروغبا عند مشارف منطقة العمليات (د .50). نهاية "جيل دروغبا الذهبي" وبعثت المباراة من جديد وعززت "الأفيال" تواجدهم في وسط الملعب وفرضوا السيطرة بدورهم على المباراة، ليكاد جيرفينيو أن يسجل الهدف الثاني لولا تفطن دفاع نيجيريا (د. 52). وتسارعت وتيرة اللقاء وتوالت الهجمات من الطرفين لحسم الأمور. وكانت هجمات دروغبا وجيرفينيو وكالو أخطر من هجمات إيمينيكي وموزيس وإيديي. واقترب يايا توري ثم جيرفينيو من تسجيل الهدف الثاني ولكن إنيياما تألق مرتين وأخرج الكرة إلى ضربة ركنية (د. 65). كيشي يقف ويشاهد ويراقب ويفكر ثم يجلس على كرسيه، ولاموشي يبقى واقفا متحركا مرشدا لاعبيه، والجماهير تصفق وتغني في "روايال بافوكينغ" وطائرة هليكوبتر تحلق في سماء راستنبرغ المنجمية. وفي الدقيقة 78 انطلق مبا كالسهم من وسط الميدان ليخترق دفاع كوت ديفوار ويغالط الحارس باري بكرة محكمة ذكية أسكنها في شباكه. هدف جميل رائع يعطي نيجيريا الأفضلية، 2-1. وكانت أمام كوت ديفوار 10 دقائق لتعديل النتيجة من جديد. وأخفق البديل لاسينا تراوري في ذلك وفشل في تحوير كرته إلى هدف محقق (د. 85). وفشلت كوت ديفوار مرة أخرى في كسب اللقب القاري لينتهي "جيل دروغبا الذهبي"... ** المصدر: فرانس 24