فشل المنتخب الإيفواري للمرة السادسة على التوالي في الظفر بكأس أمم إفريقيا وتحول حلمه الأخير في التتويج باللقب القاري إلى كابوس مرعب بحبكة نيجيرية درامية، حين سقطت الفيلة مستسلمة مجروحة بمخالب النسور على أرضية ملعب روايال بافوكنيغ 1-2 في ربع نهائي كان 2013 بجنوب إفريقيا في إصطدام مثير جدا حكم على جيل دروغبا بالإقصاء مجددا والإخفاق في بلوغ عرش الكرة الإفريقية. القمة الحارقة والنهائي قبل الأوان دخله الفريقان بكامل نجومهما وبأبزر لاعبيهما وقص الطرفان شريط المواجهة سريعا ودون مقدمات بعدما دخلا مباشرة في صلب الموضوع، وحاول كل منتخب مباغثة المنافس خلال الدقائق الأولى التي لم تشهد الحيطة والحذر وغاب عنها جس النبض، وبدا أن نسور نيجيريا أكثر تنظيما وإصرار على السيطرة على الكرة وبناء تهديدات حيث عمل فرسان المدرب كيشي على زعزعة إستقرار الدفاع الإيفواري البطئ، وإختبر الهداف موزيس يقظة الحارس باكاري منذ الدقيقة 10 بتسديدة قوية توفق الحارس الإيفواري في إبعادها كما إعتمد النيجيريون على الضربات الثابتة الخطيرة التي كان ينفذها موزيس بدقة نحو زميله إديي الذي كانت رأسيته نشيطة وكادت أن تهز الشباك في مناسبتين، الإيفواريون تأخروا في الرد وعجزوا عن إختراق الجدار النيجيري المنظم الشيء الذي دفع بزملاء دروغبا نحو التسديد من بعد لكن دون جدوى، وجاءت أخطر محاولة في الشوط للمنتخب النيجيري حين تقدم إديي بالكرة على مشارف المعترك ومرر كرة الهدف الأول إلى زميله إمنيكي بيد أن الأخير إختار أصعب الحلول بعدما سدد فوق مرمى الحارس باكاري (د27)، وبعد مرور نصف ساعة هدأت العاصفة الخضراء وبدأت ملامح الغضب تظهر على الفيلة الذين إستفاقوا وشنوا هجمات متتالية على عش النسور لكن جميع التهديدات إفتقدت للنجاعة والتركيز، وبينما كان الفريقيان يستعدان للمغادرة نحو مستودع الملابس عزف المهاجم النيجيري إمنيكي الخبر السار حين تمكن من مباغثة الإيفواريين ومعهم المتفرجين بإفتتاحه لحصة التسجيل إثر ضربة خطأ غير مباشرة حولها إلى تسديدة صاروخية خذعت الحارس باكاري الذي أخفق في إبعادها ببشاعة لتهز شباكه أمام دهشة الجميع (د44)، لتعم الفرحة العارمة الطاقم التقني والإحتياطي للمنتخب النيجيري الذي خرج من الشوط الاول متفوقا أداء ونتيجة في سيناريو لم يخطر ببال أحد الإيفواريين. مع مطلع الجولة الثانية رمى رفاق كالو بكامل ثقلهم على مرمى الحارس إينييما الذي لم يُختبر طيلة الشوط الأول وظهر منذ الثواني الأولى للنصف الثاني أن الإيفواريين عازمون على تعديل النتيجة، ولم تمر سوى 4 دقائق على صافرة البداية حتى توصلت كثيبة المدرب صبري لاموشي إلى مبتغاها عن طريق الشيخ تيوتي الذي إستغل سوء تغطية الدفاع النيجيري وأرسل رأسية غادرة داخل مرمى النسور بعدما إستقبل كرة هدية من القائد دروغبا إثر ضربة خطأ جانبية، هدف التعادل هذا أعطى نكهة خاصة للمقابلة التي إرتفعت نديتها ومنسوب إثارتها بعدما علا الإيقاع وكثرت الهجمات هنا وهناك في ظل لعب مفتوح نهجه الطرفان، وكان النيجيري المختص في الضربات الرأسية إديي أن يخلط الأوراق الإيفوارية من جديد بعد ركنية مركزة إلا أن رأسيته لقيت تدخلا بارعا للحارس باكاري (د66)، ورد جيرفينيو ويايا توري بإختلاقات يمينا وشمالا دون نجاعة في ظل القوة الدفاعية للمنتخب النيجيري الذي كان صامدا ونشيطا وذكيا في التعامل مع النجوم العاجية، بل وعاد أصدقاء جون أوبي ميغل ليمسكوا بزمام الأمور ويندفعوا نحو الأمام حتى ضربت الصاعقة المدوية أركان أبيدجان كلها حين صال الشاب سانداي مبا وجال كيفما شاء في شوارع العاصمة الإيفواري بمجهود فردي رائع ومميز مطلقا رصاصة الرحمة من رجله اليمنى في أجساد الفيلة معلنا عن تغير النتيجة لصالح نيجيريا 2-1 في تمام الدقيقة 78، هذه الصفعة أثرت على مردود الإيفواريين الذين دب الإحباط والفشل في أقدامهم فعجزوا عن الرد رغم تغييرات المدرب لاموشي، وحاولوا طيلة العشر دقائق الأخيرة التعديل من خلال تهديدات كسر جميعها الدفاع النيجيري الصامد والذي بقي قويا متماسكا ومؤمنا بقدراته حتى إعلان الحكم الجزائري جمال حيمودي عن نهاية العرض الهتشكوكي بإقصاء مفاجئ ومرير بطعم العلقم للمنتخب الإيفواري الذي غادر البطولة مرة أخرى صاغرا وفشل في تحقيق حلمه بالتتويج، ليطارد النحس جيل دروغبا الفاقد للألقاب ويقترب من إشهار إعتزاله الدولي دون كأس إفريقية رغم الأسماء الرنانة، فيما خلق المنتخب النيجيري الشاب الحدث وأعلن عن بداية تحليق نسورٍ شجاعة ومفترسة طامعة في خلافة السلف الذهبي وإعادة الهيبة والروح للكرة النيجيرية.