على وقع مبادرات لأنهاء الازمة في مصر.. قوى سياسية ودينية تطلق من الأزهر وثيقة للحوار دعت مجموعة من القوى السياسية المصرية اليوم الخميس 31 يناير الجاري إلى تشكيل لجنة تمهد للحوار بين مختلف القوى، وذلك خلال لقاء جمعها في الأزهر لإخراج البلاد من أزمة سياسية تصاعدت وأسفرت عن أعمال عنف، وانتهى بتوقيع وثيقة لنبذ العنف ودعم الحوار. وقال رئيس الحرية والعدالة المنبثق عن الإخوان المسلمين، الذي شارك في لقاء الأزهر، إن الحوار تطرق إلى أنه لا حل للمشكلات الحالية إلا عبر الحوار. وأضاف سعد الكتاتني في مؤتمر صحفي أن تحقيق ذلك يستدعي تشكيل لجنة تمثل كافة الأطياف المشاركة في العملية السياسية لتصوغ أولا الأسس والضوابط والضمانات وأجندة الحوار، وأكد أن "الجميع أبدى استعدادا لتقديم تنازلات لكي تنجح هذه التجربة". واتفق المشاركون على أن تكون المشاركة في هذه اللجنة بالتساوي بين مختلف القوى السياسية والحزبية، وبتمثيل الأزهر والكنيسة، على أن تعقد اجتماعها في أقرب وقت لوضع أسس الحوار وبلا شروط. وكانت قوى سياسية ورؤساء كنائس قد وقعت في الأزهر على وثيقة تشدد على نبذ العنف ودعم الحوار، وتشتمل على عشرة بنود تؤكد فيها "حرمة الدم والممتلكات الوطنية العامة والخاصة والتأكيد على واجب الدولة ومؤسساتها الأمنية في حماية أمن المواطنين وسلامتهم وصيانة حقوقهم وحرياتهم الدستورية". وقد شارك في الاجتماع زعماء المعارضة من جبهة الإنقاذ وممثلون عن حزب الحرية والعدالة, بالإضافة إلى ممثلين عن التيار السلفي ونشطاء شبان بينهم وائل غنيم وأحمد ماهر القيادي بحركة 6 أبريل فضلا عن ممثلين عن الكنائس المصرية. وكان شيخ الأزهر أحمد الطيب دعا في كلمته الافتتاحية للاجتماع إلى نبذ العنف وإدانة الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون واعتماد الحوار الوطني سبيلا للخروج من الأزمة السياسية الحالية. ترحيب وتفاؤل وأعرب السياسي المعارض محمد البرادعي في مؤتمر صحفي عن تفاؤله بنتائج الاجتماع، ولكنه قال إن ثمة تحديات كبيرة "أمامنا". من جانبه قال ممثل البابا تواضروس بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إن الحوارات المقبلة ستتم في الأزهر وتحت إشرافه. وفي هذا السياق, رحب القيادي بجبهة الانفاذ جورج إسحق بمبادرة الأزهر, وقال للجزيرة إن الجبهة تؤكد على المعاني التي قالها شيخ الأزهر. كما قال إن الجبهة تؤكد أيضا على احترام هذا الخطاب الوطني, مشددا على أن الأزهر هو المرجعية الدينية الوحيدة في مصر. وكان رئيس الجمهورية محمد مرسي قد دعا في كلمة إلى الأمة الأحد إلى إجراء حوار مع المعارضة، لكن قادة المعارضة الليبرالية تمسكوا بمطالب منها تشكيل حكومة إنقاذ وطني أولا. هدوء نسبي وتأتي هذه التطورات وسط تراجع في أعمال العنف التي بدأها المتظاهرون منذ يوم الجمعة في الذكرى الثانية لثورة 25 يناير/كانون الثاني، وأسفرت عن مقتل نحو ستين شخصا وإصابة قرابة أربعمائة. وقد أعلنت محافظات القناة الثلاث تخفيض ساعات حظر التجول الذي أعلنه الرئيس مرسي في وقت سابق، فقلصت السلطات المحلية بالمحافظات الثلاث مدة الحظر الذي كان يبدأ من التاسعة ليلا حتى السادسة صباحا، ليبدأ سريانه بالإسماعيلية من الثانية صباحا، وفي بورسعيد من الواحدة صباحا، وفي السويس من الواحدة صباحا أيضا إلى الخامسة. ويخشى مراقبون ومحللون أمنيون من تصاعد حدة المواجهات والمصادمات الجارية في البلاد بين عناصر من الأمن ومتظاهرين يطالبون بإسقاط النظام، مع دعوات واسعة للتظاهر غداً الجمعة تحت شعار جمعة الخلاص.