عادة لاأحب قضاء وقت طويل في الحمام العمومي.لا أتحمل حرارته ولا صخبه.استغرب دائما أن بعض النساء يمضين ساعات طوال يتجاذبن أطراف الحديث و يسردن قصص الجيران و هن يدعكن أجسادهن.ألا يتعبن؟ وتلك الحرارة المفرطة؟ في ذلك اليوم المنقوش في ذاكرتي, يوم الخميس أحسست أنني في حاجة للاسترخاء أطول مدة ممكنة في الحمام, لعل ذلك يذهب عني تعب يوم شاق.ساعات متواصلة في الفصل تحت وابل من الطباشير. غبار أشغال ا لبناء بجوار المؤسسة, غبار الطريق غير المعبدة.تلوث على مدار اليوم. عمل في مؤسسة خارج المدار الحضري لا يعفيني من الأشغال الشاقة داخل المطبخ ومن روائحه... أحسست أنني في حاجة ماسة إلى الحمام والى بخاره الدافئ لإزالة الدرء الخارجي و الداخلي.قصدت حمام "النصر" من أقدم حمامات القنيطرة.أصحابه لا يرون ضرورة لصيانته و عين المسؤولين غافلة عنه في انتظار كارثة تستدعي تدخلهم.لكنه يبقى اقرب حمام لبيتي في حي ساحة الشهداء.بحثت بعيني عن أمي ميمونة فلم اعثر عليها.هذا أفضل فقد أصبحت أشفق عليها من عمل مضني و هي في أردل العمر. ثم اني كنت أريد الاسترخاء دون إزعاج.هممت بالدخول فإذا بامرأة تنتزع "السطل" من يدي.كنت اشعر بنظراتها الثاقبة و أنا انزع ثيابي و لكني لم أخلها "طيابة".لم تمهلني.نظفت المكان و أجلستني برفق كأنها تعلم درجة تعبي.كانت نشيطة,سريعة الحركة, سرعان ما استحوذت على جسدي تدلكه.بدا التعب يزول بالتدريج..تولت بعد ذلك أمر شعري, شيء لم اعتده, لكني ما كنت لأقاوم أمام إصرارها اللبق. كيف لشابة جميلة و بمستوى دراسي لاباس به لمسته من كلامها, أن تكون في هذا المكان؟تغسل وسخ النساء؟استغربت و لم اسألها.شكرتها بعدما أدركت أنني أصبحت نظيفة تماما, مررت بيدي على بشرتي وجدتها ناعمة,شعرت برضا و ارتياح كبيرين.شكرتها مرة أخرى لكنها شدتني إليها بقوة:" أنا لم انته بعد من عملي, تمددي على بطنك فأنت في حاجة إلى تدليك".مرة أخرى استسلمت, أنا فعلا في حاجة إلى ذلك.بدأت برقبتي ثم توقفت عند كتفي تدلكها بعناية شديدة.لقد وضعت يدها على مكان الألم.حركاتها دقيقة و مدروسة.ثم انتقلت إلى باقي جسدي تمسده باحترافية كبيرة."لقد كنت اعمل في محل كبير للصونة".هذا يفسر إذن كل شيء.شعرت باسترخاء شديد, أغمضت جفوني واعترتني رغبة في النوم, إلا أن شيئا ما جعلني انتفض..حركاتها المتمرسة لم تعد مجرد تدليك...كانت ملامسات و مداعبات...هكذا أحسست,أبعدتها عني و أنا أحملق فيها.كان في عينيها بريق غريب...بريق يشبه الرغبة.