اختتم يوم السبت الماضي، في المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط ، فعاليات مهرجان الفيلم القصير المغربي في دورته الثالثة. والذي نظمه نادي Artescence التابع لجمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، ما بين 13 و 18 نونبر الجاري. وتم خلاله تتويج أربعة أفلام من بين 12 فيلم اختاره الجمهور من أصل 24 فيلما متنافسا على الجائزة. كما تم تكريم بعض الفنانين والسينمائيين الذين غيبهم الموت عن الشاشة. حصل فيلم "ça tourne " لمخرجه الشاب "محمد مونا" على الجائزة الكبرى للمهرجان بقيمة 30.000 درهم، والذي تمكن فيه المخرج من رصد واقع و"فلاشات" لفئة من الشباب حول أسلوب حياتهم، بشكل يوحي بترابط الأحداث واختلاف الأفكار والأعمار في نفس الآن. كما نال جائزة التنويه الخاص (20.000 درهم) فيلم "ألوان الصمت" لأسماء المدير. إضافة إلى "جائزة الاستحقاق" (10.000 درهم) لفيلم "المهنة: مراسل صحفي" للمخرج أكرم النماسي. كما توج فيلم "مشكال" للطيفة تيليلا بجائزة الإعجاب. ضمت لجنة التحكيم كل من المخرج والمنتج المغربي "حسن بنجلون" رئيسا، و"مجدولين العلمي" متخصصة في السينما والأدب و أستاذة التواصل السينمائي بالمغرب. إلى جانب "فوزية معروف" سينيفيل وصحافية متخصصة في السينما. وكذلك "فيصل بوليفة" سيناريست ومخرج، و"روان أطال" منتج و مخرج وسيناريست من بريطانيا. أعربت الأستاذة مجدولين العلمي، عن سعادتها بمشاركة عدد كبير من الشباب السينمائي الصاعد في المسابقة، وكذلك الإقبال الغير المتوقع للجمهور المتلهف لإبداعات الفن السابع. كما اعتبرت، في حديثها أن "مهرجان الفيلم القصير المغربي يعتبر حدثا هاما في هذه الفترة، لكونه أداة التقاء بين ثلاثية (الشباب، السينما، الإخراج)، لمِست تجلياتها في تواصل الشباب المبدعين والجمهور والسينمائيين". كما أوضحت، أستاذة التواصل، "أن المهرجان استطاع أن يصل إلى معادلة موفقة من خلال إيجاد فرص لعرض أفلام الجيل الجديد من السينمائيين. خصوصا وأن الفيلم القصير لا يتم توزيعه داخل القاعات كما يحدث مع الفيلم الطويل، وهي فرصة أيضا لعرض إمكانية الإبداع في القصير كما الأجناس الأخرى، وهو الشيء الذي وجده الجمهور كما لوحظ في اختياره للأفلام. وتقييما للأعمال المقدمة للمهرجان، ترى مجدولين العلمي، أن "تكامل جودة المنتج من ناحية النص والتمثيل والنواحي الفنية، من بين العوامل التي حددت معيار الاختيار.. إضافة إلى أهمية الموضوع المطروح والسيناريو". كل هذا دون إغفال، تُضيف العلمي، الجوانب التقنية الأخرى من الصوت إلى الصورة إلى الإضاءة وغيرها من التفاصيل.. آخذين بعين الاعتبار المجهودات المبذولة في الأعمال". لتختم، عضو لجنة التحكيم، حديثها باعترافها بأن المهرجان ضم أفلاما شديدة التنافس فيما بينها، حيرت لجنة التحكيم أحيانا ولفتت انتباهها بحدة لتنوع مواضيعها.. وبذلك تكون مشاركة هذه الأفلام بحد ذاته جائزة لمبدعيه. تجدر الإشارة إلى أن دورات المهرجان تهدف، حسب المنظمين، إلى خلق فضاء للحوار بين هواة و محترفي الفن السابع، إذ تشكل مناسبة لاكتشاف الإبداعات المجددة الزاخرة بالعطاء والتفكر، والتي غالبا تبقى غير معروفة من طرف الجمهور. وهو الشيء الذي لم يجعل برنامج هذه الدورة يقتصر على عرض الأشرطة السينمائية، بل مكن المواهب الشابة، عبر "أروقة المدارس" من التأكد من قدراتها وكفاءاتها للتعريف بها لدى المنتجين الباحثين عن شباب جدد قادرين على اقتحام عالم الإخراج. بالإضافة إلى حرص منظميه، بالتعاون مع المركز الثقافي البريطاني، على تنظيم دورات تكوينية (Master Classes )، تمحورت حول موضوعات تهم الحاجات السينمائية عند الشباب، نشطها خبراء من المغرب وبريطانيا.