اختتمت، ليلة أمس بالمسرح الوطني محمد الخامس، فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان الرباط للفيلم المغربي القصير، وذلك بتكريم ثلة من المبدعين السينمائيين الراحلين، وتتويج أربعة أفلام قصيرة بجوائز المهرجان، منها فيلم « ça tourne »، لمحمد مونا، الذي حضي بالجائزة الكبرى للمهرجان التي تصل قيمتها المادية إلى 30 ألف درهم. روح المبدعة الراحلة حبيبة المذكوري كانت حاضرة خلال هذه الدورة، وذلك من خلال ابنتيها "مها" و"مهجة" اللتان تسلمتا تذكار تكريم من يدي الممثل أنور الجندي.. هذا الأخير لم يخف تأثره البالغ برحيل "أمه الثانية"، حسب تعبيره ، مستنكرا، ضمن كلمة له، "عدم وجود زقاق أو شارع أو مدرسة أو استوديو إذاعي أو تلفزي يحمل اسم الراحلة حبيبة المذكوري". الممثل الراحل عزيز العلوي كان طيفه حاضرا أيضا ضمن حفل الاختتام، وتسلم ابنه تذكار تكريم من الفنان عبد لكبير الركاكنة.. هذا الأخير طالب من إدارة المسرح الوطني إطلاق اسم الراحل على إحدى قاعته "نظرها للعلاقة الحميمية التي كانت تربط العلوي بهذا المكان". راحل آخر تم تكريمه خلال إسدال الستار على ثالث دورات مهرجان الفيلم القصير بالرباط، ويتعلق الأمر بإبراهيم السايح الذي اشتغل واشتهر بدبلجة الأفلام والمسلسلات الأجنبية إلى اللغة العربية والدارجة المغربية، زيادة على إنجازه مجموعة من الأفلام الوثائقية.. حيث تسلم ابن الفقيد تذكار تكريم من الممثل أحمد الصعري. الإعلان عن الأفلام الأربع المتوجة، وهي المتبارية وسط 20 فيلما آخر ضمن المسابقة الرسمية، كشف عن اختيار الجمهور ل12 فيلما "مستحقا لجوائز الدورة".. ما سهّل مهمة لجنة التحكيم المرؤوسة من طرف المخرج حسن بنجلون.. فنال "جائزة الاستحقاق" فيلم ""المهنة: مراسل صحفي" لمخرجه أكرم النماسي، و "الجائزة الخاصة لفيلم "ألوان الصمت" ببصمات أسماء المدير الإخراجية، ثم "مشكال" الذي حضي ب "جائزة الإعجاب"، وهو للطيفة تيليلا، أمّا الجائزة الكبرى فقد نالها محمّد مونا بعد تتويج فيلمه « ça tourne ». الفيلم المتصدّر لتراتبية جوائز ثالث دورات مهرجان الفيلم القصير بالرباط مدّته 10 دقائق، ويتطرق لمواقف اجتماعية مغربية، إذ تبرز الشخصيات في مظاهر سلبية رغما عن محاولتها اصطناع تصرفات مقترنة ب "النضج والتعقّل". وفي تصرح لهسبريس قال محمد مونا، المخرج الشاب البالغ من العمر 25 ربيعا والقادم من الدّار البيضاء، إن « ça tourne » سبق له أن نال مجموعة من الجوائز، من بينها لجائزة الثالثة لمهرجان فيلم الهواة بسطات، والجائزة الثانية لمهرجان الفيلم القصير بشفشاون، إضافة للجائزة الكبرى بالمهرجان الدولي للفيلم القصير بمكناس، "ليس هذا عملي السينمائي الأول، فقد سبق لي أن أنجز فيلمين قصيرين، الأول هو ليس خطئي الذي توج بالجائزة الكبرى بمهرجان سينما الهواة بسطات، و الثاني حمل اسم المال الوسخ وحاز تنويه نفس المهرجان". مونا، وهو تقني السمعي-البصري، خريج مؤسسة "شرق-غرب" بالدار البيضاء، أضاف أن عيشته داخل مدينة عميقة كالدار البيضاء هي التي دفعته لإنجاز « ça tourne »، وأن "تناقضات المجتمع المغربي غنية جدا وتعطي الكثير من الأفكار للمخرجين السينمائيين"، معربا لهسبريس عن نية الاشتغال على أفلام تتطرق لقضايا شبابية.. "هنا أشكر والدتي التي تكفلت بإنتاج فيلمي المتوج بالرباط بميزانية لم تتجاوز ال3 آلاف درهم، وهذا لرغبتها في رؤيتي ناجحا ضمن الميدان الذي أحب" يورد محمد مونا. حري بالذكر أنّ ذات الدورة المختتمة من مهرجان الفيلم القصير بالرباط قد سجّلت غلبة استعمال اللغة الفرنسية وسط غياب للعربية والأمازيغية، وذلك من خلال التنشيط والتقديم ومطبوعات الموعد.. ما حذا بضيوف عدّة، من بينهم أنور الجندي وعبد لكبير الركاكنة وعبد الكريم بناني، إلى كسر هذا المعطى بمداخلات استعملت العربية الفصحى والدّارجة المغربيّة.