طنجة... المدينة المتوسطية والأطلسية، ذات البعد التاريخي والحضاري، استطاعت وبفضل المركز السينمائي المغربي، ان تجد لنفسها موقعا سينمائيا متوسطيا، ووطنيا. طنجة من الفاتح من شهر اكتوبر، الى السادس من نفس الشهر. مهرجان طنجة المتوسطي السينمائي القصير، أعطى لهذه المدينة المغربية، نكهة ثقافية خاصة، نكهة بطعم لغة السينما والفن بشكل عام. المتأمل لهذا الموعد العاشر. من شأنه، أن يستخلص حرص المركز السينمائي على الحفاظ على هذه المحطة السينمائية، لكونها تعطي لبلادنا عمقها المتوسطي الثقافي والفني، لا سيما واننا امام جنس فيلمي قصير، له خصوصياته وجاذبيته وجمهوره المتعدد والمتخصص والعام. اكثر من 800 فيلم قصير توصل بها المركز السينمائي المغربي، مما يؤكد مدى المهنية العالية التي اشتغلت بها لجنة الانتقاء من اجل انتقاء الافلام/الدول، التي ستتنافس فيما بينها من اجل الظفر بجوائز المهرجان المالية المهمة، وتتويجها على منصة سينما روكسي. تكريمات وانشطة موازية ولقاءات ودرس سينمائي، الجزء المهم من انشطة الدورة العاشرة للمهرجان السينمائي المتوسطي القصير. محطة سينمائية، متنوعة ومستقطبة لانشطة واسماء عالمية، يكفي الاشارة الى المخرج الامريكي تيري كيليام الذي كرم في الدورة الاخيرة لمهرجان مراكش السينمائي الدولي من خلال مشاركته كمخرج لفيلم ايطالي تحت عنوان"عائلة باكملها". واللافت للانتباه، انفتاح المهرجان السينمائي القصير بطنجة على تجارب المدارس السينمائية، مما يؤكد اهمية هذه الفرصة بالنسبة للطلبة، فرصة التلاقح وتطوير الحس السينمائي لديهم. بناء، على هذه المعطيات من الممكن القول، إن طنجة اليوم، ومن خلال محطة مهرجانها السينمائي القصير، وأيضا من خلال المهرجان الوطني للفيلم، تؤكد انثويتها السينمائية. كل هذا راجع الى الجهة المشرفة والممولة لهاتين المحطتين، وبتعلق الامر بالمركز السينمائي المغربي، الذي هو حاضر في كل التظاهرات والمهرجانات السينمائية ببلادنا سواء تعلق الأمر، في اطار النظام القانوني لدعم المهرجانات السينمائية في شقه القديم او الجديد. مهرجانات من الممكن اعتبارها لغة ديبلوماسية ثقافية نوعية مدافعة عن صورتنا كمغاربة، في كل التظاهرات والمهرجانات السينمائية العالمية، مما يؤكد نجاح تجربة المغرب السينمائية، فهي سياسيا تعني نمو وتوسيع هامش الحرية ببلادنا. السينما ولغتها ترجمة حقيقية، لطبيعة اختيارات الدولة بجانب رغبتها في جعل الثقافة والسينما على وجه الخصوص، كأداة للتعايش والتحاورمما يفرض على الجميع النبش في مكونات فنية وثقافية وحضارية وعمرانية تخص الذات المغربية في ثلاثية زمنها. ** رئيس المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة المغرب