"كل مناضل نعمة، كل مصلح نعمة، لنفسه ولأهله ولوطنه، نحن في العدالة والتنمية نعطي بدون مقابل"،بهذه العبارات استهل عبد العزيز رباح الكاتب الوطني السابق لشبيبة العدالة والتنمية، ووزير النقل والتجهيز، مخاطبا المشاركين والمشاركات على هامش حفل تكريمه من طرف فعاليات الملتقى الوطني الثامن لشبيبة العدالة والتنمية مساء يوم الاثنين 27 غشت 2012، " كل فرد منكم فيه الخير والبركة، استمروا فقلوبنا وإرادتنا وإمكانياتنا معكم". وتابع"يسعدنا أن نرى وطننا يسعد بعملنا، فبعدما كن نجتمع بالعشرات ها نحن اليوم نجتمع بالآلاف حتى ضاقت بنا قاعات المغرب، وأصبح الزمان والمكان غير كافيين"، مضيفا " ورغم كل هذا فإننا لا نمثل سوى زمن قصير في زمن ممتد في المغرب الكبير، فأعمارنا كأفراد وكجماعات وكأحزاب مهما طالت، يمكن أن تصل إلى عقد أو عقدين وفي أطول مدة قد تصل إلى قرن، لكنها تظل قصيرة في الزمن الممتد للمغرب الكبير". ولهذا يقول رباح "نجاحنا يكمن في انخراط كل من يريد الإصلاح، لأنه وإن كنا الأوائل اليوم، فغدا قد يفوز حزب أفضل منا، وما يهمنا هو أن ينتصر المغرب ونقدم النموذج لباقي البلدان". ويمضي في شرح فلسلة الانتصار، قائلا " لايجب أن يتحول هذا الانتصار إلى غنيمة أو كراسي أو وظائف عابرة، يجب أن يكون انتصارا لله من أجل الوطن، ومن موقع الحكومة نحن مطالبون باستعياب أكبر عدد من النقابيين والإداريين، وكل أبناء الوطن الغيورين، وإن أفلحنا في ذلك فإنه سيكون ذلك نجاح ما بعده نجاح، وساعتها لن نبالي بتآمر المتآمربن، لأن ثقافة أخرى ستسري وسيتنافس حولها الناس، وستنتج قواعد لا تحابي أحدا مهما علا شأنه، قواعد ستنتصر للصلاح والإصلاح". وأضاف رباح "العدالة والتنمية، لا تخشى أن تأتي مكانها هيئة سياسية أخرى، لأنها لا تخاف شيئا، فأبناؤها ليسوا هم من أفرغ الأبناك، وليسوا هم من يروج المخدرات ليقتل أبناء الشعب، وليسوا من الذين يؤدون القسم ويخونونه فيما بعد، إن أبناء العدالة والتنمية لايضيرهم أن يفوز غدا حزب أفضل من حزبهم، فلا يخشى النور إلا الذي يخاف من الظلام. وحدد رباح ثلاثة ضمانات لإنجاح هذه التجربة التي يخوضها حزب العدالة والتنمية، وتتمثل الضمانة الأولى، في التزام أعضاء الحكومة وأعضاء البرلمان والمنتخبون في الجماعات المحلية المنتمين لحزب العدالة والتنمية، بالعهود، والوفاء لمبادئهم، وعدم الزيغ عليها ولو حاد الناس "يجب ألا تغرينا الكراسي ومقاعد الFirstClass، وغرف السويت في الفنادق، المطلوب أن نظل كما عرفنا الناس". وعن الضمانة الثانية، دعا رباح، إلى استمرار النفس النضالي والصبر والإصرار على النجاح والتضحية والكد والكدح، "لقد بدأنا على المبادئ، ويجب الاستمرار في نفس الطريق، ويجب أن يحزننا ما يحزن أمتنا وشعبنا"، مخاطبا شباب العدالة والتنمية "وطنوا أنفسكم على الصبر والتضحية مهما كان موقعكم، وأول عمل تقومون به مواجهة كل المؤامرات". وتتمثل الضمانة الثالثة، يقول رباح في التواصل مع المواطنين، فهو " أفضل وسلة إعلامية، وأكبر منبر إعلامي، وليس الفيسبوك الذي يظل مجرد وسيلة تحتاج الى روح وإلى عمل لأنه لامعنى للكتابة فيه دون القيام بأي منجزات" . وحذر رباح من عدم القيام بذلك، لأن في ذلك نهاية للعدالة والتنمية " سنظل نتواصل مع المواطنين، ولن نهتم بوصفنا بالشعبوية، فهذه طبيعتنا ولا يمكن تغييرها"، مضيفا "نحن مطمئنون على نجاح التجربة، ومتفائلون رغم التحديات الكبيرة والإكراهات والمعاناة، ومطالب الشعب التي لاتنقضي، ونلتمس له العذر لأنه يخاف أن يذهب الأمل بسرعة، لكن بعون الله تعالى، سيتم الإصلاح في إطار الاستقرار الذي ينال إعجاب قيادات الحركة الإسلامية في العالم الإسلامي، هؤلاء –يقول رباح- تمنوا أن يقع ذلك في بلدانه غير أن بعض الحكام العرب لم يكونوا عاقلين، والحمد لله لدينا ملك عاقل وعلماء عاقلون، فعسى أن ترجع الأفاعي إلى جحورها، ومن مصلحة المغرب أن تتوب ليرتاح منها المغاربة. إلى ذلك، اعترف رباح بأن طريق الإصلاح ليست دوما سالكة، فهي مليئة بالصعاب، ومن يظن أن سبيل الإصلاح سهل فو خاطئ، لأن "هناك تدافع بين الخير والشر، بين الديموقراطية وبين اللاديموقراطية، ويقع هذا ليس في المغرب بل في أمريكا وفرنسا حيث توجد أحزاب لاديموقراطية. المطلوب يقول رباح " إفشال محاولات التشويش بين الإرادات بين المؤسسة الملكية وبين الحكومة وباقي الأحزاب والفعاليات، "إذا تخاصمت هذه الإرادات ونجح البعض في التشويش فيما بينها، تتسرب الأفاعي"، مشيرا إلى أن تاريخ المغرب حافل بذلك، فأكثر الذين خانوا تسللوا إلى المؤسسات، والذين كانوا محاصرين تبين أنهم هم من كان وفيا للوطن، وحزب العدالة والتنمية –يقول رباح- رغم الحصار الذي كان مفروضا عليه ظل وفيا ومخلصا وسيظل. ** المصدر: موقع البي جي دي