أعلنت منظمة التعاون الاسلامي في ختام قمتها بمكةالمكرمة في وقت مبكر يوم الخميس 16 اغسطس الجاري تعليق عضوية سوريا مشيرة الى الحملة العنيفة التي يشنها الرئيس بشار الاسد لقمع الانتفاضة المستمرة منذ منذ 17 شهرا. وقال البيان الختامي للقمة ان المؤتمر قرر تعليق عضوية سوريا في منظمة التعاون الاسلامي وجميع الاجهزة والمؤسسات المتخصصة التابعة لها. وفي مؤتمر صحفي عقب القمة وصف الامين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان اوغلو قرار تعليق عضوية سوريا بأنه "رسالة قوية جدا للنظام السوري يبلغها العالم الاسلامي بأنه لا يمكن ان يقبل بنظام يقتل اهله وشعبه ويرميهم بالمدافع الثقيلة والدبابات ويرجمهم بالطائرات ويقتل ابناءه ويخرب بلادهم." وأضاف قائلا ان القرار "رسالة الى المجتمع الدولي ايضا بأن المجتمع الاسلامي يقف مع حل سياسي سلمي ولا يريد مزيدا من اراقة الدماء." وانتقد وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي قرار تعليق عضوية سوريا وهو يغادر مكة في ساعة مبكرة من صباح الخميس قائلا ان هذا يتعارض مع ميثاق المنظمة. ونقلت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عنه قوله "قبل اتخاذ مثل هذا القرار من الضروري دعوة الحكومة السورية لحضور الاجتماع حتى تستطيع الدفاع عن نفسها وحتى يستطيع المشاركون الاستماع الى وجهة نظرها الرسمية." وفي بلدة أعزاز التي يسيطر عليها المعارضون بشمال سوريا قال طبيب في مستشفى ان غارة جوية شنتها طائرة سورية في البلدة يوم الأربعاء أدت الى مقتل 30 شخصا. وقال محمد لخيني الطبيب في مستشفى اعزاز التي تقع قرب حدود تركيا ان عشرات أصيبوا في الغارة التي دمرت عدة بيوت. وأظهر تسجيل فيديو وضعه ناشطون على موقع يوتيوب سكانا في اعزاز يصرخون ويكبرون وهم يحملون جثثا تغطيها الدماء بعيدا عن المباني المنهارة. وتقع اعزاز قرب المناطق الحضرية الرئيسية التي تشهد معارك في حلب. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض ان عشرات قتلوا. وقال ناشط في البلدة انه تم العثور على 30 جثة على الاقل وانه يجري البحث بين الانقاض عن أي قتلى آخرين. وأظهر تسجيل الفيديو الذي لم يتسن التحقق من صحته حشودا من السكان يحاولون رفع حديد التسليح وازاحة كتلة ضخمة من الخرسانة ليظهر من تحتها ذراع طفل مغطاة بالتراب. وقال ناشط يدعى أنور "هذه كارثة حقيقية... شارع بأكمله دمر." وصرح قائد بالمعارضة ان سبعة لبنانيين محتجزين رهائن في اعزاز اصيبوا بجروح أيضا ومازال اربعة اخرون مفقودين. وقال القائد أحمد غزالي في تصريحات لقناة تلفزيون الجديد الاخبارية اللبنانية ان المبنى الذي كانوا به اصيب وإن مقاتلي المعارضة تمكنوا من انتشال السبعة من تحت الانقاض وان بعضهم اصابته خطيرة. ويزداد استخدام القوات السورية لطائرات الهليكوبتر الحربية والطائرات العسكرية في مهاجمة مقاتلي المعارضة المسلحين تسليحا خفيفا مما يشكل عناصر في اتهامات جديدة بارتكاب جرائم حرب وجهها محققو الاممالمتحدة يوم الاربعاء. وأخذت الحرب الاهلية في سوريا منحى طائفيا حيث ينتمي معظم مقاتلي المعارضة الى الغالبية السنية ويقاتلون القوات الحكومية التي تسيطر عليها الطائفة العلوية. واستدرجت قوى اقليمية الى القتال حيث تدعم السعودية وقطر وتركيا مقاتلي المعارضة بينما تدعم ايران الشيعية حكومة الاسد. والقتال بين السنة والشيعة وراء حروب اهلية طويلة في سوريا والعراق ولبنان ويخشى الغرب من ان يمتد العنف خارج سوريا. وفي لبنان خطف مسلحون ينتمون لعائلة شيعية بارزة أكثر من 20 رجلا بينهم تركي واحد على الأقل وسعودي وعدد من مقاتلي المعارضة السورية ردا على قيام مقاتلي المعارضة في دمشق بخطف أحد أفراد العائلة. وأثارت عملية الخطف التي وقعت في منطقة بلبنان تسيطر عليها جماعة حزب الله الشيعية حليفة الأسد والمدعومة من ايران احتمال امتداد العنف الطائفي في سوريا الى دول مجاورة. وكان الخطف الجماعي تكتيكا شائعا في الحرب الاهلية اللبنانية التي استمرت من عام 1975 إلى عام 1990. وقال أفراد من عائلة المقداد إنهم نفذوا عملية الخطف ردا على قيام مقاتلين معارضين للاسد باحتجاز قريبهم حسن المقداد في دمشق قبل يومين. وهددوا بخطف قطريين والمزيد من الاتراك والسعوديين. ونصحت السعودية والامارات العربية المتحدة وقطر مواطنيها بمغادرة لبنان على الفور في خطوة توجه ضربة لقطاع السياحة بلبنان. وأحدثت الانتفاضة في سوريا انقساما في لبنان حيث يؤيد الشيعة الاسد بينما يؤيد السنة خصومه. وفي دمشق انفجرت قنبلة يوم الأربعاء قرب عدد من المباني العسكرية وفندق يقيم به مراقبو الأممالمتحدة مما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص. ولم تحدث إصابات بين العاملين في الأممالمتحدة بسبب الانفجار الذي وقع بعد أربعة أسابيع بالضبط من تفجير أسفر عن مقتل أربعة من كبار مساعدي الرئيس بشار الأسد منهم صهره آصف شوكت. وقالت وسائل الاعلام الحكومية ان ثلاثة أشخاص اصيبوا بجروح في الانفجار وان عدة معارضين قتلوا أو ألقي القبض عليهم في معركة بالاسلحة في حي المزة بغرب المدينة. وكانت فاليري اموس منسقة الشؤون الإنسانية بالأممالمتحدة مجتمعة مع مسؤولين بالاتحاد الأوروبي في دمشق عندما وقع الانفجار. ولم تتمكن اموس نفسها من الوصول الى بلدة دوما وهي نقطة مضطربة تقع الى الشمال مباشرة من العاصمة بسبب القصف. وكتبت اموس في تغريدات على موقع تويتر "انتظر عند نقطة تفتيش دوما. أصوات قصف. لم اتمكن من الدخول". وقال متحدث باسمها في وقت لاحق ان السلطات أبلغتها بضرورة عودتها حفاظا على سلامتها. ومع اشتداد العنف اتهم محققو الاممالمتحدة القوات الموالية للاسد بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية. وقالوا ان مقاتلي المعارضة ارتكبوا أيضا جرائم حرب لكن الانتهاكات "لم تصل الى خطورة وتواتر ونطاق" الانتهاكات التي ارتكبها الجيش وقوات الامن. وقال تقرير المحققين المستقلين برئاسة باولو بينيرو والواقع في 102 صفحة "وجدت اللجنة اسبابا منطقية للاعتقاد بأن القوات الحكومية والشبيحة ارتكبوا جرائم ضد الانسانية تشمل القتل والتعذيب كما ارتكبوا جرائم حرب وانتهاكات جسيمة للقانون الدولي لحقوق الانسان والقانون الانساني الدولي بما في ذلك القتل غير المشروع والتعذيب والتوقيف والاحتجاز التعسفي والعنف الجنسي والهجوم العشوائي ونهب الممتلكات وتدميرها." وفي الشهر الماضي شنت قوات الاسد هجوما مضادا ناجحا بعد ان سيطر مقاتلو المعارضة على أجزاء من دمشق. ومازالت تحاول طرد مقاتلي المعارضة من حلب أكبر المدن السورية. وقال طبيب يوم الأربعاء ان غارة جوية سورية دمرت مستشفى في منطقة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في حلب وهو هجوم قالت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان ومقرها نيويورك انه ينتهك القانون الدولي. وأحدث الهجوم فتحتين على الاقل في جدارين بمستشفى دار الشفاء وألحق اضرارا فادحة باربعة طوابق نتيجة للغارة التي وقعت يوم الثلاثاء. وقال الطبيب الذي ذكر ان اسمه يونس "لو كنا انتظرنا خمس دقائق اخرى لكنا متنا." وغطى التراب اسرة المستشفى وتحطمت حضانات الأطفال وتناثر الحطام على الارض. وتدفق الماء من خزان مكسور وامتزج بالدماء. وتقول مصادر المعارضة ان 18 الف شخص قتلوا منذ بدء الانتفاضة ضد الاسد في مارس اذار من العام الماضي. وأحدثت اراقة الدماء انقساما بين القوى الاقليمية والعالمية مما جعل جهود السلام عقيمة واصابت مجلس الامن التابع للامم المتحدة بالشلل. ودعت معظم الحكومات الغربية والعربية الاسد الى الرحيل قائلة ان رد حكومته العنيف على الاحتجاجات التي بدأت سلمية لا تتيح له مكانا في سوريا في المستقبل. واعترضت روسيا على فرض عقوبات صارمة من الاممالمتحدة على دمشق وهي حليف استراتيجي قديم لكنها تنفي انها تعمل على بقاء الأسد في السلطة. واتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الحكومات الغربية بالتراجع عن اتفاق بين القوى العالمية يوم 30 يونيو حزيران بالسعي لتشكيل حكومة انتقالية في سوريا. وردت واشطن بقولها ان روسيا والصين عرقلتا مساعي اصدار قرار في مجلس الامن بشأن عملية انتقال السلطة. وقالت موسكو ان القوى الغربية يجب الا تجعل رحيل الاسد شرطا مسبقا لمثل هذا الانتقال.