قال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة نشرت يوم الخميس 5يوليوز الجاري إنه كان من الممكن الإطاحة به منذ زمن طويل مثل شاه إيران ما لم يكن يحظى بدعم الشعب السوري له. وقال الأسد لصحيفة جمهوريت التركية التي نشرت المقابلة التي أجرتها مع الرئيس السوري في ثلاث حلقات متتالية "كان يظن الجميع أنني سأسقط في وقت محدد. أخطأوا جميعا في حساباتهم." وصرح بأن سوريا تتعرض لهجوم من متشددين إسلاميين أرسلتهم دول عربية لا تتمنى خيرا لبلاده وتتعرض لتهديد بسبب العداء الغربي والتركي. وقال الأسد "اللعبة الكبيرة التي استهدفت سوريا كانت أكبر بكثير مما توقعنا... الهدف هو تفتيت سوريا أو إشعال حرب أهلية. المعركة ضد الإرهاب ستستمر بكل حسم في مواجهة هذا الوضع. وسوف ننتصر على الإرهاب." ورد الأسد بشن حملة اتسمت بالعنف على المظاهرات السلمية التي اتسمت بها الانتفاضة السورية في بادئ الأمر ومنذ ذلك الحين استخدم الدبابات والمدفعية وطائرات الهليكوبتر الهجومية والقوات وميليشيا الشبيحة لمحاولة القضاء على المعارضة المسلحة وإثناء السوريين عن التظاهر وتحدي سلطته. وهو يصر على أن أغلب السوريين البالغ عددهم 23 مليونا يؤيدونه. وقال لصحيفة جمهوريت "الأغلبية الساحقة من الشعب تؤيدني في هذه المسألة." وقارن الأسد بين وضعه وبين شاه إيران الذي أطاحت به الثورة الإسلامية عام 1979 . وقال الأسد مشيرا الى شاه ايران "كان يقود أهم دولة في المنطقة.. وكان لديه جيش قوي وكان العالم أجمع يدعمه. فهل تمكن من مواجهة شعبه؟ لا." ومضى يقول "لو كنت في نفس الوضع.. أي لو كان شعبي لا يقف بجانبي لم أكن لأستطيع المقاومة. كان سيطاح بي. كيف تمكنت حتى الآن من الصمود؟" ولم يظهر من تصريحات الأسد انه متقبل لفكرة الانتقال السياسي التي اقترحها كوفي عنان المبعوث الدولي بدعم كبير من الدول الغربية والعربية. وقال "لا توجد قوة أيا كانت قادرة على هزيمة ثورة حقيقية للشعب... لكننا الآن نشن حربا على جماعات إرهابية وليس على الشعب. وسنشن الحرب لأن علينا أن نحمي أنفسنا ونحمي شعبنا." وأيد مؤتمر عقد في جنيف في مطلع الأسبوع اقتراحات للانتقال السياسي في سوريا لكن روسيا تنفي أن الخطة تلمح إلى ضرورة تنحي الأسد كما يصر الغرب. ويقول معارضون سوريون وزعماء غربيون إن أكثر من 15 ألف شخص قتلوا خلال الصراع مع إصابة الكثيرين او تعرضهم للتعذيب في الوقت الذي يقول فيه مسؤولون سوريون إن قواتهم فقدت عدة آلاف قتلوا على يد "إرهابيين". وسخر الأسد من فكرة أن السوريين يريدون رحيله. وقال الرئيس السوري البالغ من العمر 46 عاما "انظروا للوضع.. أمريكا عدوتي.. الغرب كله عدوي.. دول المنطقة أعدائي... ما زلت صامدا بفضل شعبي... لماذا أقتل شعبا يقف إلى جانبي؟"