مجموعة من الفنانين ينشدون أوبريت الحرية (الجزيرة) باحتفالية غنائية شارك فيها فنانون من سوريا والعراق وتونس والمغرب، اختتمت بالعاصمة القطرية الدوحة فعاليات تظاهرة "وطن يتفتح في الحرية" والتي تواصلت على مدى ثمانية أيام وشهدت فعاليات فنية متعددة ومشاركة كبيرة من مثقفين وفنانين سوريين وعرب. واستهل الفنان المغربي رشيد غلام فقرات الحفل، مستعيدا قصيدة الشاعر السوري نزار قباني "موال دمشقي" وأظهر خلال أدائها قدرات صوتية كبيرة، وحساسية هائلة، ساعده فيها لحن قارب كلمات القصيدة، التي حملت حنينا إلى دمشق وحبا ضمنه قباني لها. وإن كان الرحابنة قد قدموا القصيدة قبلا، فإن غلام وجد فيها ما يحاكي الحاضر، مستدعيا حساسية صاحب "الممثلون" وفي كلمات الأغنية: لقد كتبنا .. وأرسلنا المراسيلا وقد بكينا وبلّلنا المناديلا قل للذين بأرض الشام قد نزلوا قتيلكم بالهوى مازال مقتولا يا شام. يا شامة الدنيا، ووردتها يا من بحسنك أوجعت الأزاميلا يا شام إن كنت أخفي ما أكابده فأجمل الحب حبٌ بعدُ ما قيلا أغنية غلام، كانت تنكأ جراح حنين إلى دمشق وتستعيد حنين نزار قباني إلى هواء دمشق وحواريها وياسمينها، ومع كل لفظة ترددت فيها دمشق والشام تتعالى أصوات الجمهور آهات وتصفيقا. أغنيات للثورة وبما أن جرح دمشق جرح العروبة كلها، فقد تعانق صوت المشرق العربي مع مغربه في أغنية ثانية. وحمل صوت العراقي أنور بودراغ والتونسية ودرصاف الحمداني جراح سوريا على جناحي الأمة، وغنيا للثورة الغراء بانسجام تام لم يعبه نشاز، في نشيد طوف بالمدن السورية من مهد الثورة فيها (درعا) إلى عاصمتها حمص وبوابتها الشهيرة "بابا عمرو". وحمل الثنائي بودراغ والحمداني الجمهور عبر أغنية تشد عضد الثائرين إلى مدن سوريا، ومع الأغنية-النشيد تعالى تصفيق الجمهور مع مقطع "يا شام يا أم الزمان". وبينما غادر بودراغ المسرح، غنت الحمداني موالا من كلمات الشاعر السوري حسان عزت، يحاكي مشهدا لابن يحاول إنقاذ أم قضت شهيدة. وفي مشهد حزين مهد له الناي غنت "يا دمعة قمر ينده على أمه... إمي لك يامو ياغصة الصوت مدبوح .. يا بحة شجن وتر مجروح". عاد بعدها الفنان السوري خاطر ضوا ليدعو الجمهور ليكون "كورسا" له في نشيد "الشعب يريد الحق بالحياة .. الشعب يريد الحق بالحياه وشاء الإله، بينما قاطعه صوت الجمهور "الله، سوريا، حرية وبس" اتبعه وصفي المعصراني بأغنية "جنة جنة يا وطنا"، ولأنه جمهور متعطش للهتاف فقد أطلق صيحاته مطالبا بشار الأسد بالرحيل. أوبريت الحرية ومع انتهاء وصلات الغناء الفردي قدم (وصفي المعصراني، خاطر ضوا من سوريا، ودرصاف الحمداني (تونس) وأنور بودراغ (العراق) ورشيد غلام (المغرب) من تأليف الشاعر المصري وائل السمري وألحان نصير شما من العراق أوبريت الحرية: وهتفت المجموعة وسط تفاعل الحاضرين الذين ملؤوا المدرج: يا سوريا دمنا فداك .. فنحن منك وأنت منا، لا تحزني يا سوريا فالفجر بعد الليل قادم.. لا تحزني يا سوريا فالفجر بعد الليل طالع لا تنحني يا سوريا فالنصر بعد القهر راجع وكان رئيس اللجنة المنظمة السيناريست "حكم البابا" قدم كلمة بختام التظاهرة شكر الجهة المستضيفة "وزارة الثقافة والفنون والتراث" القطرية والمفكر العربي عزمي بشارة للجهد الذي بذلوه لإنجاح تظاهرة "وطن يتفتح في الحرية" على مدى ثمانية أيام. وتضمنت التظاهرة معارض تشكيلية، بينها معرض لفنان الكاريكاتير السوري الساخر على فرزات وأفلام سينمائية للمخرج الراحل عمر أميرلاي والمخرجين أسامة محمد ونبيل المالح، وأمسيات غنائية وموسيقية شاركت فيها السورية المطربة أصالة نصري والفنان سميح شقير والفنان المصري علي الحجار، وعازف العود العراقى نصير شمة، والفنان اللبناني أحمد قعبور والفنانة الفلسطينية سناء موسى. كما أحيا مغنو الثورة السورية وصفى معصرانى ويحيى حوا وتيسير غليون حفلا جاء قبل اليوم الختامي للتظاهرة. وقدم الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم أمسية شعرية، وقراءات أدبية وشعرية أخرى شارك فيها الشعراء فرج بيرقدار ومروان علي وحسان عزت وياسين عبد اللطيف ولينا الطيي ورشا عمران. كما أقيمت على هامشه ندوة حملت عنوان "مثقفو سوريا والسلطة والثورة" أدارها الدكتور عزمى بشارة.