على غرار كثير من التظاهرات العالمية التي تستقطب النجوم، بدأ المولعون بمتابعة أخبار مهرجان "كان" السينمائي يكتشفون في السنوات الأخيرة أن لديه وجهين اثنين : وجها يطمح الناس إلى التمعن فيه من خلال مشاهير الممثلين والممثلات والمخرجين والمخرجات والأثرياء الذين يزورن المدينة خلال أيام المهرجان، ووجها آخر تجسده بصمات هؤلاء المشاهير البيئية وبصمات الجماهير الكثيرة التي تصر على مشاهدة عروض المهرجان السينمائية والأنشطة الأخرى الموازية للأفلام المعروضة في المهرجان. بلدية "كان" تقدر كميات النفايات التي يفرزها المهرجان كل عام بقرابة ألف ومائتي طن. وهي كميات غير عادية بسبب الطريقة التي يتعامل من خلالها نجوم السينما مع الاستهلاك ممثلين وممثلات ومخرجين ومخرجات ومنتجين ومنتجات وأحباء السينما من الأثرياء وغير الأثرياء . فقد تعود كثير من هؤلاء مثلا على استهلاك كميات كبيرة من المياه في غرف الفنادق حيث يقيمون. وكثير منهم يحلو لهم الجلوس إلى طاولات فيها كميات كبيرة من شتى أنواع المأكولات والمشروبات،لا يأكلون شيئا مما يوضع أمامهم لأن الموائد التي توضع أمامهم جزء من ديكور مهرجان كان وأسطورته. وكثير من فاعلي مهرجان كان السينمائي وزواره يحلو لهم أن يرموا ببقايا سجائرهم ونفاياتهم الأخرى في البحر ناسين أو متناسين حقيقة مفادها أن سحر المهرجان لا يمكن أن يغطي على بصماته البيئية المثقلة بالنفايات. هذا الوجه غير المشرق من وجوه مهرجان كان السينمائي سعت منظمة بيئية تسمى " إكسبيدسيون ميد" إلى عرضه في أفلام وثائقية قصيرة وضعت قبيل افتتاح دورة المهرجان الخامسة والستين على شبكات التواصل الاجتماعي. وتظهر كلها صورا حقيقية عن النفايات البلاستيكية وغير البلاستيكية الموجودة في مياه المتوسط من حول المكان الذي يؤوي المهرجان. وهي نداء واضح لنجوم المهرجان وزواره حتى يعيدوا النظر رأسا على عقب في بصماتهم البيئية خلال المهرجان وقبله وبعده.