عجّ المهرجان الدولي للفيلم بمراكش ليلة السبت 4-12-2010 بأكثر من 50 وجهاً سينمائياً فرنسياً من ممثلين نجوم ومخرجين معروفين، وذلك في حفل كبير لتكريم السينما الفرنسية في الدورة العاشرة للمهرجان التي تمتد إلى 11 ديسمبر الجاري. وتألق نجوم فرنسيون، من أمثال كاترين دونوف وكوستا كافراس وكسافييه بوفوا وجاد المالح ذي الأصول المغاربية، في ليلة عرس باذخة بأضواء فرنسية بامتياز لاسيما في لحظة مُفعمة بالأحاسيس الخاصة، حين سلم المخرج الأمريكي الكبير مارتين سكورسيزي نجمة التكريم الذهبية إلى الوجهين السينمائيين البارزين دونوف وكافراس رئيس الوفد الفرنسي. رد الجميل وتميز حفل التكريم الرسمي للسينما الفرنسية بالحضور اللافت لنجوم بارزين عُرفوا بارتباط بعضهم بعضاً، حيث شكلوا ثنائيات تركت بصماتها لامعة في عالم السينما، من قبيل: ماريون كوتيار وكيوم كاني، صوفي مارسو وكريستوف لامبر، جيل لولوش وملاني دوتيي، الكسندرا لامي وجون دوجاردان. ومن المشاهير الذين حضروا أيضاً ليلة السبت: ايمانويل سيغنر، إلسا زيلبيريتاين، وواليدين مارينا، وفاردا أغنيس، وكزافييه بوفوا، ولامبرت ويلسون، وزيم رشدي، وجاد المالح، وشراقي ايلي، وعيسى مايغا، وطومسون دانيل، وجاكوب أيرين، غاسبار اولييل، ونيكول غارسيا، وروف جان بول، وفاليريا كولينو. واحتفاء بالسينما الفرنسية، وكنوع من ردّ الجميل لها باعتبار تأثيرها البالغ في السينما المغربية، برمجت إدارة المهرجان عرض 75 فيلماً فرنسياً بدأ بتقديم فيلم "بلكونة على البحر" للمخرجة نيكول كارسيا. وبدا جلياً أن المهرجان يعترف بجميل الفرنسيين عليه حين تسلمت مديرة المهرجان ميليتا توسكان دي بلانتيي جائزة تكريم لزوجها الراحل دانييل صاحب فكرة تنظيم مهرجان سينمائي في مراكش، وذلك بعد عرض شريط من أربع دقائق يحكي قصة نجاح زوجها، لتصرح بعد ذلك بأن الشريط مُهدى إلى روح زوجها وأبنائه. تحديات السينما الفرنسية ويرى بعض النقاد والمتابعين أن مهرجان مراكش كان ولايزال يعيش تحت هيمنة الفرنسيين، الشيء الذي يفضي إلى تهميش الكفاءات السينمائية المغربية وعدم تقديمها إلى العالم في مناسبة تنظيم هذا المهرجان الدولي. لكن نور الدين الصايل، نائب رئيس مؤسسة المهرجان، لا يشاطر هذه الانتقادات ويعتبر أن اختيار تكريم السينما الفرنسية للمهرجان مردّه إلى كونها مهد السينما العالمية وقدمت العديد من النجوم إلى الجمهور. وتنتج فرنسا، بحسب الصايل، حوالي 280 فيلماً في السنة ليست كلها في نفس الجودة، بسبب أن المخرج هو مجرد بشر في النهاية يتعرض لعوامل داخلية وأيضاً لإكراهات خارجية، مشيراً إلى أن نصاً جيداً لا يعطي حتماً فيلماً رائعاً، وعلى العكس يمكن لنص متوسط أن يفرز فيلماً عالي الجودة والإبداع. ويعزو نقاد سينمائيون مغاربة تكريم السينما الفرنسية والاحتفاء البالغ بالنجوم الفرنسيين خلال دورات المهرجان إلى تأثير السينما الفرنسية على المغاربة جمهوراً وعاملين في قطاع السينما، وأيضاً إلى مجهوداتهم الكبيرة في تنظيم المهرجان وجلب النجوم إلى حظيرته. واتفق كثير من النقاد والمختصين الذين حضروا إلى ليلة تكريم السينما الفرنسية على أن هذه السينما ليست وحدة كاملة متناغمة يمكن تشريحها والحكم عليها، حيث إنها عبارة عن سينمات متعددة تتطرق إلى تيمات مختلفة وتأثرت بموجات متنوعة، جعلت جلب الجمهور ومتابعة النقاد لها تختلف من تجربة إلى تجربة أخرى داخل السينما الفرنسية ذاتها. وجدير بالذكر أن التقرير السنوي للمعهد الوطني الفرنسي السينمائي سبق له أن كشف عن نقطة سوداء باتت تلاحق السينما الفرنسية، وهي ضعف الإقبال الجماهيري عليها بنسب كبيرة جداً أثارت الخوف في نفوس الموزعين والمنتجين.