لماذا لم يعلن ساركوزي ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة؟ سؤال يطرحه الفرنسيون ولم يعد يفصلنا عن الدور الأول من هذه الانتخابات سوى 15 أسبوعا، والجواب على السؤال طبعا نجده عند ساركوزي نفسه ولكن يمكن أن نستشفه من التصريحات والتحركات السياسية، فهل هي استراتيجية مرشح اليمين أم أن هناك احتمالات أن يترك مكانه لمرشح يميني آخر؟ إذا كانت هذه استراتيجية ساركوزي فهي تهدف إلى الاستفادة من منصب رئيس الجمهورية للنزول إلى الميدان ومحاولة استمالة الناخبين، فجولات ساركوزي في بعض المناطق لم تمر هكذا بل استغل اليسار الفرصة لانتقاد ذلك بل وطالب بمحاسبة ساركوزي لأنه يستعمل أموال دافعي الضرائب للقيام بحملته الانتخابية تحت غطاء رئاسة الجمهورية، والملاحظ أنه داخل الأوساط المقربة من ساركوزي الجميع متأكد من ترشحه بل مشروع المرشح جاهز وأن وزير الزراعة برونو لومير كلف بالترويج له، ويقول أحد المقربين من الرئيس إن هذا الأخير مثل الأديب "بلزاك" يحضر مشاريع رواياته قبل أن يبدأ بالكتابة. لكن الهدف الرئيسي من التأخير هو تحاشي انتقادات مبكرة من اليسار قد تجعل من كل تصريحاته مادة دسمة للتعليق والنقد ويضطر معها للرد كمرشح وليس كرئيس. الآن ونحن على أبواب الانتخابات فإن احتمالات أن يترك ساركوزي مكانه إلى مرشح يميني آخر أصبحت شبه معدومة وقد أفصح عن نواياه خلال خطاب رأس السنة عندما قدم نفسه على أنه المنقذ وسط عواصف الأزمة الاقتصادية وأنه سيتحمل مسؤولية حماية الفرنسيين فمتى يحميهم إذا لم يبق في الإليزيه؟في المقابل مرشح اليسار، فرانسوا هولاند، لا يريد أن يفصح عن برنامجه الانتخابي خوفا من أن ينكب اليمين على تفكيكه وتوجيه الانتقادات التي قد ترسخ في ذهن الناخب وقد تجعله يعيد النظر في اختياره هولاند أشار إلى أن برنامجه لن يقدم بجملة واحدة بل سيكون ذلك على مراحل خلال جولاته في بعض المدن الفرنسية أو خلال جولات مبرمجة خارج فرنسا، فهو ينتظر أن يواجه رسميا مرشح اليمين لتبدأ منازلات جولة الفوز فيها على ما يبدو بالنقاط وبشق الأنفس.