لماذا ينتهي أو يزول الحب بعد الزواج؟ سؤال يدور في بال كثيرين خصوصاً الذين يرغبون في الارتباط بعد حب دام سنوات طويلة. فمن سمح لمشاعر طالما سادها التفاهم والإنسجام والتعاون والتضحية أن تنطفئ ليحل مكانها برود قاتل؟ أنتِ أم هو؟ الحقيقة أنّ كل طرف في فترة ما قبل الزواج يبذل قصارى جهده لإضفاء السعادة والرومانسية على العلاقة، فيمنح الطرف الآخر الأساسيات التي يقوم عليها الحب من عاطفة واهتمام ومشاركة. أمّا بعد الزواج، فيختلف الأمر ويُلقي بعضهم اللوم على العادة، فيما يرى آخرون أنّ الصدمة التي تتبَع عملية الاكتشاف الحقيقي لشخصية الآخر قد تزعزع الحب. من جهة أخرى، يرى الطرف الثالث أن مشاعر الحب قد تصبح مجرد أوهام بعدما أصبح الحبيب في متناول اليد. للحب نهاية من هنا، يرى علماء النفس أنّ السبب الرئيس يعود إلى إعتقاد البعض أنّ العلاقة الحميمة هي الهدف الرئيس من الزواج. وأكّدت دراسة البروفيسور سيندي هازان من جامعة كورنيل في نيويورك أنّ الحب والرومانسية لا يعيشان مع العلاقة الحميمة إلا لمدة أربع سنوات كحد أقصى، ثم يموتان. ولكن ما يبقى هو حسن العشرة والود بين الزوجين. الحب أعمى ومن لندن كوليدج، أكّد باحثون من خلال بعض الدراسات أنّ الحب أعمى، لأن الوقوع فيه يؤثر في دوائر رئيسية في المخ ترتبط بدورها بالتقييم الإجتماعي للأشخاص عموماً. هذا الأمر يدفع بالدوائر العصبية إلى التوقف عن العمل عند الوقوع في الحب وهو ما يفسّر أسباب تغاضي بعض الأشخاص عن الأخطاء أو الصفات غير المرغوب فيها عند الحبيب، لكنّ ذلك سيزول مع الوقت ليكتشف كل طرف حقيقة الآخر. أُسس وضمانات بعيداً عن تلك الدراسات التي قد تكون صادمة للبعض، يبقى لمراحل الحب الثلاث من انبهار واستكشاف وتعايش، أثر في حياة الزوجين معاً. فإمّا يُبحر هذا الحب على متن سفينة الود والاحترام، وإمّا يدخل في خانة الوصول إلى المحال. لذلك تعتمد الضمانات الأساسية لمسار الحياة الزوجية على شخصية الزوجين وفهم إحتياجات كل منهما، ناهيك عن التغاضي عن عيوب وأخطاء الطرف الآخر والتركيز على إيجابياته. ما من شأنه أن يخلق الاعتزاز بالآخر وبأهميته في الحياة الزوجية. إيجابية صحية أشارت إليها بعض الأبحاث التي وجدت أنّ العلاقات الزوجية التي يسودها الحب والتفاهم ترفع نسبة المناعة في الجسم وتقلّل من خطورة التعرض للأزمات القلبية. ---------------- ** المصدر: أنا زهرة