(في الصورة : المتظاهرون السوريون انتقدوا المهلة التي أعطتها الجامعة العربية لنظام الحكم (الفرنسية) ) أعربت جامعة الدول العربية عن "امتعاضها" من استمرار عمليات القتل ضد المتظاهرين المطالبين بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، بعد مقتل 43 متظاهرا على الأقل يوم أمس الجمعة برصاص الأمن، في حين استغربت سوريا هذا الموقف واعتبرته مبنيا على "أكاذيب". وقالت الأمانة العامة للجامعة إن اللجنة الوزارية المكلفة بالتوسط للبحث عن حل للأزمة السورية وجهت أمس رسالة عاجلة إلى الحكومة السورية تبدي فيها "امتعاضها" من استمرار عمليات القتل ضد المتظاهرين. وأضافت الأمانة أن اللجنة تأمل أن تقوم الحكومة بما يلزم لحماية المدنيين، وتتطلع إلى أن يسفر اللقاء المرتقب غدا الأحد مع السلطات السورية عن "نتائج جدية" تساعد في إيجاد مخرج للأزمة. الموقف السوري ومن جهته أعرب مصدر مسؤول في الخارجية السورية عن استغراب بلاده من رسالة اللجنة، وقال إن وزير الخارجية وليد المعلم تلقى الرسالة في ساعة متأخرة من مساء أمس بعد الاطلاع على مضمونها من وسائل الإعلام. وأضاف المصدر أن الرسالة تتضمن مواقف "تستند أساسا إلى أكاذيب إعلامية بثتها قنوات التحريض المغرضة" حول ما جرى في سوريا أمس. وأشار المصدر إلى أنه كان من المفترض في رئيس اللجنة الوزارية العربية (وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني) الاتصال بوزير الخارجية السوري "للوقوف على الحقيقة قبل الإعلان عن موقف للجنة تروج له قنوات التحريض". وأهاب المصدر باللجنة العربية الوزارية أن تستفيد مما سماه "الأجواء الإيجابية" التي سادت لقاءها مع الأسد الأربعاء الماضي، وأن "تساعد على التهدئة والتوصل إلى حل يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار" في سوريا بدلا من إذكاء نار الفتنة". ترقب لقاء الغد وكانت اللجنة –التي انبثقت عن اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء بالجامعة وتضم بالإضافة إلى وزير خارجية قطر وزراء خارجية كل من مصر والسودان والجزائر وعُمان- قد التقت الأسد الأربعاء الماضي في دمشق. ووصف الشيخ حمد بن جاسم في تصريح للصحفيين، الأربعاء الماضي، اللقاء مع الأسد بأنه كان "طويلا وصريحا وجرى في جو ودي". وقال "نحن سعداء في اللجنة العربية بلقائنا مع الرئيس بشار الأسد" مضيفا أن الحديث تم "في كل النقاط التي أتت في المبادرة العربية بكل إيجابية وصراحة، ووجدنا حرصا للتوصل مع اللجنة العربية من قبل الحكومة السورية لحل هذا الموضوع". وأعلن أن اللجنة ستلتقي ممثلين عن الحكومة السورية يوم غد لاستكمال المباحثات ودراسة سبل بدء الحوار بين النظام السوري والمعارضة، مؤكدا أن اللقاء سيكون بالعاصمة القطرية الدوحة على هامش اجتماع للجنة التي كلفتها الجامعة بمتابعة مبادرة السلام العربية مع إسرائيل. دعم روسي صيني ومن جهة أخرى، أعربت كل من روسيا والصين أمس عن دعمهما لعملية البحث عن حلول للتوصل إلى وفاق وطني في سوريا بتنسيق من جامعة الدول العربية. ففي موسكو، ذكر بيان رسمي أن وزير الخارجية سيرغي لافروف أعرب خلال لقائه فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري مساء الخميس، عن دعمه للعملية التي بدأت بفضل جهود الجامعة العربية من أجل البحث عن حل توافقي في سوريا والإسراع بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية هناك. وأوضح البيان أن المسؤول السوري "أحاط الجانب الروسي علما بنتائج زيارة وفد اللجنة التابعة للجامعة العربية إلى دمشق الأربعاء". من جهته أعرب المبعوث الصيني الخاص إلى الشرق الأوسط وو سيكه عن رفض بلاده أي تدخل أجنبي في شؤون سوريا، معلنا دعم جهود الجامعة العربية بهذا الصدد تجنبا للتدخل الخارجي. وقال وو سيكه الذي يقوم بزيارة سوريا في مؤتمر صحفي "يجب احترام إرادة الشعب ومطالبه المشروعة، وهناك توافق واسع النطاق بشأن المشاركة الواسعة وسلمية الإصلاح". تنفيذ التعهدات ودعا المبعوث الصيني إلى وقف كافة أعمال العنف حقنا للدماء، وإجراء إصلاحات من خلال الحوار وغيره من الطرق السلمية. وأعرب عن أمله بأن تسرع الحكومة السورية في تنفيذ التعهدات في الإصلاح وإطلاق عملية سياسية شاملة ذات مشاركة واسعة من الأطراف المعنية بأسرع وقت ممكن، بالاستجابة لتطلعات الشعب السوري ومطالبه المحقة. يُذكر أن روسيا والصين استخدمتا في الرابع من الشهر الجاري حق النقض (فيتو) ضد قرار في مجلس الأمن بشأن سوريا يدين بشدة "الانتهاكات الجسيمة والمتواصلة" لحقوق الإنسان في البلاد، ويطالب بوقف فوري "لجميع أعمال العنف" ومساءلة المسؤولين عنها. وتشير تقديرات الأممالمتحدة إلى أن أكثر من ثلاثة آلاف شخص، بينهم 187 طفلا على الأقل، لقوا حتفهم جراء الإجراءات القمعية التي تتخذها الحكومة السورية ضد المظاهرات منذ اندلاعها في مارس/ آذار الماضي.