أجمع صحفيون وصحفيات وعاملون في الحقل الإعلامي على ضرورة توحيد الجسم النقابي الصحفي وتحييد نقابة الصحفيين عن الخلافات السياسية والحزبية مؤكدين على ضرورة مشاركة الصحفيات في العمل النقابي وعدم إقتصاره على الصحافيين لتحقيق مبدأ العدالة والمشاركة على قاعدة المساواة. وطالبوا بضرورة استخدام الحوار ولا بديل عنه في حل جميع الإشكاليات الخلافية العالقة على قاعدة إعمال حقوق الصحافيين والصحافيات على حد سواء وتصحيح الأوضاع السابقة من خلال صناديق الإقتراع الموحدة بين شطرى الوطن رافضين أن يشارك الصحافيون في ترسيخ وتعزيز الانقسام من خلال إجراء انتخابات منفصلة وعدم فصل الضفة عن القطاع. وكانت قاعة جمعية المرأة المبدعة قد شهدت جدل ونقاش وتبادل الإتهامات بين الأطراف حول السيطرة على مقر النقابة في 19 من الشهر الجارى خلال جلسة نقاش نظمها نادي الإعلاميات الفلسطينيات حول العمل النقابي وأهميته ودور الصحفيات في المرحلة القادمة بحضور ومشاركة الصحافية دنيا الأمل اسماعيل وعضو الأمانة العامة لنقابة الصحافيين الانتقالي يوسف الأستاذ والعشرات من الصحافيين والصحفيات والعاملين في الحقل الإعلامي من الجنسين. وتحدث الأستاذ حول دور المجلس النقابي الإنتقالي وظروف الانتخابات التي جرت في الضفة الغربية والتي عطلتها حركة حماس في قطاع غزة والإنجازات التي حققها المجلس حيث إستطاع وضع نظام داخلي للنقابة بعد سلسلة من ورش العمل التي نظمت على مستوى القطاع والضفة الغربية. وبحضور ومشاركه . وتابع أنه سيتم عرض النظام الداخلي على أول جمعية عمومية قادمة لنقابة الصحفيين وللصحفيين مع إعطاء حرية القبول الكامل أو الرفض أو القبول مع إجراء التعديلات التي يرونها مناسبة وتخدم الصالح العام للكل الصحافي. وحول ملف العضوية الشائك أوضح الأستاذ أن هناك عدة اعتبارات يشوب هذا الموضوع ومنها على سبيل المثال أنه لا يجوز ومن غير المقبول إعطاء العضوية لصحفي يعمل في أجهزه تم السيطرة عليها من مؤسسات أخري بينما أصحاب المؤسسات الحقيقيين محرومين من العمل بها، إضافة إلى أهمية السماح من قبل الحكومة المقالة في غزه بدخول الصحف اليومية الثلاث القدس والحياة والأيام من الضفة الغربية بالتوازي مع السماح للصحف الحزبية في الضفة بالتداول. وفيما يتعلق بالحوار الذي جرى خلف الكواليس مع الكتل الصحافية قال الأستاذ:" كان هناك حوارات مع حماس وفي بعض المرات كان يصل هذا الحوار إلى مراحل متقدمة وكلما إقتربنا من انجاز الاتفاق توضع شروط جديدة من قبل حماس تعيق الإتفاق". وعلى صعيد إجراء استحقاق الانتخابات في آب الماضي أكد الأستاذ أن الاتحاد الدولي للصحفيين العرب هو من طلب تأجيل إجراء الانتخابات والتي كانت مقررة في بداية تشرين أول الجاري وذلك بسبب مؤتمر يتعلق بالاتحاد الدولي للصحفيين وإعتبر الأستاذ أن الاستيلاء على النقابة من شانه أن يعمق من الخلافات ويزيد من حالة التشرذم والانقسام مطالباً الجهات التي قامت بذلك بالتراجع عن فعلها لتهيئة الأجواء لإجراء حوار حضاري في وقت زمني محدد بمشاركة الكل الصحافي. بدورها تحدثت الكاتبة دنيا الأمل إسماعيل عن خصوصية العمل النقابي في تحسين شروط العمل الصحافي والإعلامي و لضمان الحقوق المهنية والمطلبية للعاملين والعاملات في مجال الإعلام. وأشارت إسماعيل إلى عدم وجود قانون للنقابات المهنية حتى الآن وأن ما يتم العمل به هو قانون النقابات رقم (331) لعام ( 1954)الصادر عن الحاكم الإداري المصري لقطاع غزة، ما يعني أن هناك حاجة إلى قانون عصري يجسد الحقوق والحريات النقابية كما حددتها المعايير الدولية. وتحدثت عن ارتباط النقابات الفلسطينية - ومنها نقابة الصحافيين- في نشأتها بالأحزاب السياسية، ممثلة بالأطر الشعبية لمنظمة التحرير، واتسمت نشاطاتها بالشعبية لتفعيل التضامن مع القضية الفلسطينية وإثارتها في المحافل العربية والدولية.، ما عكس نفسه على طريقة أدائها. ونوهت إلى ضرورة التفريق بين النقابات العمالية والنقابات المهنية ، حيث تندرج نقابة الصحافيين تحت الثانية؛وكذلك التفريق بين العمل الصحفي والذي يقتصر على الصحافة المكتوبة والعمل الإعلامي الذي بقصد به العمل في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة مؤكدة أن هذا الخلط ترك آثاراًسلبية على الواقع النقابي لكلا الجانبين. وحول تمثيل النساء في نقابة الصحفيين أوضحت إسماعيل أنه لا يعكس وجود المرأة في نقابة الصحافيين الحجم الحقيقي لوجودها على الأرض وهذا راجع إلى جملة من الأسباب الذاتية والموضوعية، وهذا يحتاج إلى تفعيل حقيقي قائم على دراسات منهجية خالية من ردّات الفعل العاطفية ومدعمة بآليات عمل في الميدان. وأكدت على ضرورة تفعيل دور المرأة النقابي داخل نقابة الصحافيين يجب أن ينطلق من كونها شريكة في العمل النقابي وفي مهنة الصحافة وأن محاولات إقصاء هذه الرؤية لن تقود إلى نتائج إيجابية. ومن جانبه قال رئيس لجنه تسيير الأعمال وعضو مجلس إدارة كتله الصحفي الفلسطيني الصحفي أيمن دلول :"أن مده اللجنة (6) أشهر ولديها مهمة أساسية وهى ترتيب الأوضاع النقابية والتحضير لانتخابات حرة ونزيهة تجري في قطاع غزه وكذلك التعامل مع ملف العضوية ومن يستحقها ومن لا يستحقها وفق النظام الداخلي داعياً الكتل الصحافية إلى حوار شامل وسريع لترتيب أوضاع النقابة. وتابع أ ن اللجنة تجري اتصالات ولقاءات مع المراكز القانونية وحقوقيين وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني لإجراء التعديلات المطلوبه وتصويب وترتيب أوضاع النقابة. و رفض دلول استخدام مصطلح السيطرة أو الانقلاب عن النقابة موضحاً أن ما حدث من وجهه نطره جاء بعد انقضاء المواعيد التي تحدثت عنا الامانه العامة لنفاية الصحفيين ، عدا عن إنقضاء مرحلة من المماطلة والتسويف في الاستجابة لكل النداءات ودعوات المطالبة بالإصلاح. ودافع عما حدث بقول :"ان من ذهب إلى النقابة هم صحفيون دخلوا بيتهم لنيل حقوقهم في العضوية والنقابية القانوينة المتعارف عليها. ومن جانبها تساءلت الإعلامية ماجدة البلبيسي عن المعاير الجديدة التي يريدها مجلس تسيير الأعمال كما يطلق على نفسه اتخاذها للدخول في حوار ينهى جميع الإشكاليات ويعيد الوحدة للجسم الصحفي برمته، وبما يحقق الأفضل للكل الصحافي وفي ذات الوقت انتقدت التوقيت المقيت الذي تم فيه السيطرة على مقر النقابة والذي تزامن مع انشغال الصحفيين بالهم الوطني وتغطية إضراب الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلية وذويهم عن الطعام والذي دخله يومه العشرون. وبدوره شخص الكاتب والباحث السياسي عماد محسن الأزمة ا التي جرت مؤخراً في نقابة الصحفيين بغزة هي نتيجة طبيعية لمشكلتين قائمتين وهما: الانقسام الوطني من جهة وغياب القانون الناظم لعمل الجسم الصحفي مراكمة على أخطاء وقع فيها المجلس السابق للنقابة والمجلس الذي سبقه واضاف أعتقد أن ما قامت به بعض الكتل الصحفية في غزة مؤخراً من تكليف لجنة تسيير أعمال بدلاً من الجسم القائم هو نوع من الإدارة بالأزمة بعدما عجز الجميع عن إدارة الأزمة الخاصة بمشكلتي العضوية وشكل الانتخابات وقال محسن أراهن على أن كل الأجسام التي نشأت وستنشأ ستشكل عقبة مستقبلية أمام تطور مهنة الصحافة في فلسطين، وأنه بدون اسعاف عاجل لمشكلة النقابة الآن فإن توحيد الجسم الصحفي في الوطن سيصبح ضرباً من المستحيل وكانت قد إفتتحت جلسة النقاش منسقة النادي منى خضر والتي قدمت نبده عن أهداف النادي والأنشطة التي نظمنها مؤخراً وهدف هذه الجلسة في توعية الصحفيين من الجنسين بحقوقهم النقابية، وسبل الخروج من الأزمة القائمة للنقابة من خلال الاحتكام للغة الحوار وحل الإشكاليات بطرق ديمقراطية. وقالت أن هذا اللقاء يأتي ضمن سلسة من اللقاءات تنظمها مؤسسة فلسطينيات عبر برنامجها والذي يهدف إلى توعية الصحفيات الفلسطينيات بحقوقهن النقابية وتوفير فرص عمل لخريجات كليات الإعلام وإعداد دليل للإعلاميات الفلسطينيات في الضفة الغربية وقطاع غزه ودورات تدريبية وتثقيفية لصقل قدرات خريجات كليات الإعلام.