أثار اختيار حركة النهضة الدكتورة سعاد عبد الرحيم لتكون على رأس قائمة تونس 2 في الانتخابات المزمع تنظيمها يوم 23 أكتوبر والخاصة بالمجلس التأسيسي الكثير من الجدل وسط الطبقة السياسية والإعلامية، واعتبرت شريحة واسعة من الرأي العام أنّ الخطوة جاءت مفاجئة خاصة أنّ الدكتورة سعاد غير معروفة في أوساط حركة النهضة بتلك الدرجة التي تمكّنها من احتلال مكانة مرموقة في قوائم النهضة المؤهلة للتنافس على مقاعد التأسيسي، ثم أنّ هذه السيدة تكون قد ترأست قائمة مفصلية ستنافس في محيط إنتخابي يعجّ بالأسماء المعروفة ناهيك عن كونها احتلت رأس هذه القائمة متقدمة على القيادي التاريخي في حركة النهضة الدكتور زياد الدولاتي، وقد أحدثت الخطوة المذكورة ارتباكا في صفوف بعض التيارات المعروفة بعدائها للإسلاميين حيث كانت هذه المجموعات وإلى أجل قريب تستعمل محور المرأة في مناكفتها للنهضة ففوجئوا بالخطوة الجريئة التي أقدمت عليها الحركة حين دفعت بسيدة "مغمورة" سياسيا لتكون على رأس أحد أكثر اللوائح حساسية وعرضة للأضواء. الدكتورة سعاد عبد الرحيم وهي في طريقها نحو التاسيسي ستكون على موعد مع العديد من الوجوه السياسية والحقوقية المعروفة على الساحة التونسية في دائرة تونس 2 التي تعتبر دائرة الموت حيث يتواجد السيد محمد نجيب الشابي والسيدة راضية النصراوي، الدكتور أحمد النيفر، مصطفى بن جعفر، الاستاذ عبد الفتاح مورو وغيرهم من الووجوه البارزة .. أي سيكون التنافس على أشدّه نظرا لقيمة المترشحين وأيضا لقيمة الدائرة محل التنافس ومحطّ الأنظار. من جهة أخرى وفي ردّها على جملة من التساؤلات أكّدت حركة النهضة أنّها تتفهم استغراب البعض من احترامها لمبدأ المناصفة بشكل كامل وجديّ لأنّ النظام السابق بحقبتيه وعلى مدى أكثر من 30 سنة كان شغله الشاغل تشويه صورة الإسلاميين وتقديمهم للشعب على أنّهم في صدام أبدي مع كل المعاني السامية التي يزخر بها هذا الكون، وأضاف أحد مسؤولي الحزب أنّ تقديم سيدة غير محجبة على رأس القائمة هو ترجمة فعلية وعلى أرض الواقع لمبادئ الحركة التي تؤمن بها واثبتت انها بعيدة كل البعد عن تمييز المجتمع وفق لباسه ومظهره وما ترشيح الدكتورة سعاد إلا طليعة التنزيل لباكورة أدبيات الحركة التي أنتجتها على مدى ثلاثة عقود وهي بصدد واقع ملموس بعد أن أفسحت لها ثورة الشعب وحان وقت الاختبار الذي سيفصح عن مدى تطابق النظري مع العملي. يذكر أنّ النهضة كانت أكثر الأحزاب احتراما لمبدأ المناصفة ثم هي أول الأحزاب إعدادا للوائحها التي غطت كامل التراب الوطني كما غطت كامل الدوائر المتواجدة بالمهجر حيث من المرتقب أن تتنافس الأحزاب والقوائم المستقلة على 17 مقعد ينوبون الجالية التونسية المنتشرة في أرجاء العالم.