ولدت رحمة حموش بنت محمد بن الطالب المعروفة في أوساط المقاومة وجيش التحرير برحمة البهلولية، سنة 1906 بالخندق بمنطقة البهاليل قرب صفرو. دخلت تاريخ المغرب من أوسع أبوابه، بعد أن خاضت صراعات بطولية ضد الاستعمار الفرنسي ، عندما فتحت بيتها مخزنا للأسلحة التي كان يغنمها المقاومون من معسكرات العدو. تعلمت مبادئ الدفاع عن الوطن والتضحية من أجل التحرير، فأصبحت من المقاومات السريات، فتحت منزلها أمام المقاومين لعقد اجتماعاتهم، بعد أن تزوجت مقاوما يدعى علي بن محمد، بعد وفاة زوجها الأول. ساهمت رحمة في تزويد المقاومين بالسلاح، بعد سلسلة هجمات نفذوها ضد المستعمر الفرنسي، وفي سنة 1953 تم الهجوم على ثكنة الجيش الفرنسي بسيدي بوسرغن بصفرو وغنم رجال المقاومة الكثير من الأسلحة، وضعوها بأحد الإسطبلات بضواحي المدينة، وكان من بين منفذي العملية الحسن البرنوصي، الذي كان يقيما قرب بيت المناضلة رحمة البهلولية، التي عرضت عليه المساعدة في إخفاء الأسلحة. وتمكنت من القيام بأعمال بطولية أدهشت الرجال، إذ قامت بنقل تلك الأسلحة من المكان المكشوف الذي خبئت فيه إلى بيتها، تدسها وسط أكوام من الحطب، وفي سلات الغلل الخاصة بالقمح والشعير، كما كانت تحشر الرشاشات والبنادق في ملاحيف الصوف، تحتفظ بها وسط أغراضها إلى أن يأتي دورها ويطلبها رجال المقاومة لتنفيذ أعمالهم الفدائية ضد جنود الاحتلال والخونة. واحتفظت رحمة بكثير من الأسلحة إلى ما بعد الاستقلال، وسلمتها إلى الجهات المعنية دون أن تطلب مقابلا عن ليالي الحراسة والترقب، مفضلة العودة إلى حضن انشغالاتها اليومية كأن شيئا لم يقع، إلى أن توفيت يوم 5 يناير 1988 ودفنت بمسقط رأسها بالبهاليل