بعد "الزلزال" السياسي، الذي أحدثه الملك محمد السادس و أعفى بموجبه وزراء ومسؤولين بسبب "إخلالهم بمهامهم في إنجاز مشروع الحسيمة منارة المتوسط"، خرج قائد حراك الريف المعتقل بسجن عكاشة بالدارالبيضاء ناصر الزفزافي، برسالة، من زنزانته، يشيد فيها بالمبادرة الملكية، داعيا إلى إتمام ما أسماه ب"الثورة" بإطلاق سراح المعتقلين. و قال ناصر الزفزافي في الرسالة التي نشرها الصحافي بجريدة المساء و المقرب من المعتقلين في سجن عكاشة محمد أحداد، مؤكدا أنه توصل بها من قبل الزفزافي، وأنها موقعة باسمه واسم المعتقل محمد المجاوي، إن "المسار الذي اتخذه الحراك باحتجاجاته السلمية وملف معتقليه، عقب الإعفاءات الأخيرة، يفند الاتهامات الخطيرة الموجهة للمعتقلين خصوصا، ما تعلق منها بالتجمهر غير المرخص ونظرية المؤامرة للمس بالأمن الداخلي للدول". و أضاف الزفزافي في رسالته المشتركة، التي طلب نشرها في ذكرى رحيل بائع السمك محسن فكري "وإذا أضفنا إلى ذلك التحقيقات الجارية، والتي أعلن عن جزء منها لكن ننظر بالأساس الإفراج عن التحقيقات المرتبطة بالفيديو المسرب لناصر الزفزافي وتقرير المجلس الوطني لحقوق الإنسان حول التعذيب الممارس على المعتقلين والتحقيق في استشهاد عماد العتابي". وتضيف الرسالة إن "الإعفاءات الملكية والتحقيقات الجارية تشرعن خروجنا للشارع في حراك يشهد الكل بسلميته، ويشرعن كذلك ملفنا المطلبي الذي رفعته ساكنة المنطقة، وبالتالي فسيكون ذلك سببا للإفراج عن معتقلي الحراك وإيقاف مآسي مئات العائلات بالمنقطة جراء ذلك"، مؤكدا "وإذ نستبشر خيرا بفعل القرارات الملكية ضد الإخلالات والتقصير الذي شاب تنفيذ مشاريع منارة المتوسط، فإننا نتطلع لاستكمال هذا المسلسل بإطلاق سراح معتقلي الحراك وإنهاء هاته المأساة التي تعاطف معها عموم أبناء وبنات هذا الوطن". ووصف الزفزافي ورفيقه الخطوة الملكية بالخطوة التي تعكس تصميما من الملك على وضع حد للتسويف حيث قالا "إن المبادرة الملكية التي تفاعت إيجابا مع حراك أبناء وبنات هذا الوطن، تعكس تصميما واضحا على وضع حد للتسويف والممطالة ولكل أشكال التأخير والتقصير والتعطيل في تنفيذ المشاريع التنموية التي بسببها خرج الآلاف دفاعا عن الكرامة والحق في الحياة..وهذا يعتبر في حد ذاته، التحاما للمؤسسة الملكية مع إرادة وتطلعات الشعب"، مضيفا "وإذا حدث ووقع الزلزال السياسي في شموليته، كما جاء في الخطاب الملكي لافتتاح الدورة التشريعية، فإن ذلك يعتبر ثورة جديدة تجمع المؤسسة الملكية بالشعب المغربي، دفاعا عن وطن تصان فيه كرامة مواطنيه ويضمن فيه التمتع بحقوقهم بما فيه حقهم في التنمية ويصلح فيه عمل المؤسسات والدولة وإيمانا منا بسمو الوطن، علينا جميعا". و أنهيا زعيما حراك الحسيمة رسالتهم ب "ثقتنا كبيرة في طي هاته الصفحة وأن تعاد البسمة لعموم أبناء وبنات الوطن عامة، وأبناء الريف خاصة، ولعائلاتنا بالإفراج عن أبنائها".