لم تترك مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية شيئا أو قضية أو شخصا إلا و سخرت منه بطريقتها، حتى الأموات لم ترحمهم من سخريتها، و آخر ما نشرته في عددها ليوم أمس الأربعاء، هو نشرها رسما كاريكاتوريا للطفل السوري الغريق"إيلان" مرفوقا بعنوان "لو كبر إيلان، ماذا كان سيصبح؟". و قد جاء رسم المجلة الساخر بعد تداول تقارير إعلامية تثبت تورط لاجئين في اعتداءات جنسية في كولونيا الألمانية في ليلة رأس السنة، حيث حاولت المجلة الفرنسية من خلال الرسم الكاريكاتوري التلميح إلى أنه لو تمكن إيلان كردي من العبور إلى أوروبا، لربما تحوّل إلى "متحرّش جنسياً في ألمانيا". و قد أظهر القسم العلوي من الرسم الكاريكاتوري رسما لجثة الطفل إيلان مرميا على الشواطئ التركية، وفي القسم السفلي، ظهر رسم يصور مجموعة من اللاجئين يتحرشون بالنساء، وحمل الرسم عبارة "لو كبر إيلان، ماذا كان سيصبح؟". و قد لقي ما نشرته المجلة إدانة واسعة من طرف الكثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبروا الرسم الكاريكاتوري انتهاكا لحقوق اللاجئين ومساهمة في دعاية سلبية تثير العداء والكراهية تجاههم، و علقوا قائلين أن الأطفال الغرقى والموتى لم يسلموا من استهزاء صحيفة تُمارس أبشع جرائم الإرهاب والعنصرية وتتهم المسلمين بالإرهاب.