قال البرلماني الاستقلالي السابق، عادل تشيكيطو، إن "جل الذين تابعوا خبر استقالة إلياس العماري من قيادة حزب الأصالة والمعاصرة فطنوا إلى الإشارة الذكية لأخطر زعيم حزب في المغرب". وأضاف تشيكيطو في تدوينة على حسابه، أن "الرجل تريت في تفاعله الإجرائي مع الخطاب الملكي، و تربص بمواقف زعماء الأحزاب، إلى أن انتهى به الانتظار لمعرفة ما يدور في رأس خصمه اللذوذ عبد الاله بنكيران". وأشار البرلماني السابق، "واهم من يظن أن اختيار أمين عام حزب "البام"، لهذا التوقيت بالضبط لإعلان استقالته، جاء هكذا اعتباطيا ، فقد كان من الممكن أن يقدم على هذه الخطوة مباشرة بعد الخطاب الملكي، غير أن الدهاء "العماري" كبح مبادراته إلى حين السماع لما يمكن أن يتفوه به بنكيران من تعليق تفاعلي مع الخطاب" . وأضاف تشيكيطو أن "هناك مسألة لا يجب أن يغفلها كل متتبع وعارف بمسار و سلوك، الياس،السياسي، هي أن هذا الأخير و باعتباره أمين عام حزب، تحتضنه الدولة، يعد من أكثر السياسيين الذين تحسب خطواتهم وترسم طريقهم من قبل فريق خارج مقر الحزب بطريق زعير ، إن لم أقل غير بعيد عنه و بالضبط بفيلا ماندرين". وأكد المتحدث قوله مضيفا، و"حتى لا أصرح أن" يساري المخزن " قد طلبت منه الاستقالة من الأمانة العامة ، وحتى لا أتهم بالتحامل عليه و بازدراء هذا الفعل (الشجاع)* ، فإنه من دون شك قد تشاور مع "أصحاب الحال " و تلقى الضوء الأخضر لتقديم استقالته". وأوضح تشيكيطو أن "هناك سببان وجيهان لنزول "ولد الريف" من قمرة قيادة الحزب المدلل، أولهما أنه استوفى دوره المتجلي في إعادة رسم الخريطة السياسية و مجابهة رئيس الحكومة الأسبق بندية تحتاج إلى خطاب صدامي مماثل لخطاب بنكيران و بالتالي الحد من شعبية حزب العدالة و التنمية". واعتبر المتحدث ذاته أن السبب الثاني في الاستقالة "لن يكون غير فطنة المخزن بفعالية إلياس و هو في الظل أكثر من تعريضه لمرمى نيران الخصوم، وقد يذكرنا هذا الإجراء الطاكتيكي بتواريه عن الأنظار بعدما لاحقته شعارات حركة 20 فبراير". وأوضح المتحدث أن "النقطة التي يجب استخلاصها من حدث الاستقالة و من كل الاجراءات المرتبطة بالسلوك السياسي الصادر عن قيادة "الجرار"،هي اعتبار هذه المحاولة واحدة من محاولات العماري لتبييض وجه حزبه، خصوصا و أن الحزب قد وضعت أمام حصوله على 102 مقعد برلماني علامات استفهام، و أمام ترأسه لمجلس المستشارين علامات تعجب، و توطن بين عارضتين حين ظفر بنتائج مفاجئة خلال الانتخابات الجماعية… كما أن للحزب سمعة سيسطر تحتها المؤرخون بخط أحمر". واستدرك تشيكيطو، "لا أريد أن أذكر بمشروع البام و الذي أعلن عنه سنة 2007 أو بأحداث 20 فبراير أو بمسيرة ولد زروال أو بالثامن من أكتوبر الأخير أو بمساهمته في تنويم عملية تشكيل حكومة بنكيران… إنما سأكتفي بالقول إن إلياس العماري يكون باستقالته غير المتوقعة قد سجل هدافا دون أن تحتسب نقاطه، مضيفا، كنت سأقتنع و أقنع غيري أن الاستقالة شجاعة غير مسبوقة لو أن تخميني القابل للنقاش لم يستحضر المعطيات".