يخلد الشعب المغربي، اليوم الجمعة 4 غشت، الذكرى ال439 لمعركة وادي المخازن، التي جسدت قوة الصمود في وجه العدو من أجل الدفاع عن الوطن. وفي استرجاع تاريخي لفصول معركة واد المخازن أو معركة الملوك الثلاثة، فقد اندلعت هذه الأخيرة بين المغرب والبرتغال في 4 غشت 1578م. وكان الخلاف في البداية داخل الأسرة الحاكمة بالمغرب على الحكم بين أبي عبد الله محمد المتوكل وعمه السلطان عبد الملك، فانقلب الخلاف إلى حرب مع البرتغال بقيادة الملك سبستيان، الذي حاول القيام بحملة صليبية للسيطرة على جميع شواطئ المغرب. وتحكى الروايات التاريخية أن السلطان المخلوع أبا عبد الله محمد بن عبد الله السعدي، لما دخل طنجة قصد ملك البرتغال واسمه سبستيان وتطارح عليه وشكا إليه ما ناله من عمه أبي مروان المعتصم بالله، وطلب منه الإعانة عليه كي يسترجع ملكه وينتزع منه حقه فلبى الملك دعوته وصادف منه شرها إلى تملك سواحل المغرب وأمصاره. وعندما تحرك دون سبستيان ووصلت جيوشه إلى منطقة طنجةأصيلة، كاتبه السلطان عبد المالك السعدي بغير أسلوبه العادي، وبما يؤدي إلى جر جيوش سبستيان إلى معترك اختاره عبد المالك بكل عناية، ألا وهو سهل وادي المخازن ما كان له أكبر الأثر في تحديد مصير المعركة قبل أن تقع. وكانت القوات البرتغالية التي عبرت إلى المغرب تضم أسطولا يفوق عدد وحداته 500 قطعة بحرية تقل على متنها جيشا نظاميا وكثيرا من المرتزقة، والحشود الحليفة الداعمة، فضلا عن وضع الملك الإسباني رهن إشارة ملك البرتغال وحدات بحرية أخرى انضمت إلى الجيش البرتغالي. وفي يوم الاثنين 4 غشت 1578 دارت معركة حامية بوادي المخازن في منطقة السواكن بعد أن حطم المغاربة جسر النهر لمنع تراجع القوات الغازية نحو ميناء العرائش، ومني البرتغاليون بخسارة جسيمة حيث قتل ملكهم و 12.000 من الجيش، وتم أسر 16 ألف شخص منهم، فيما قتل من الجيش المغربي 1500 شخص. كما توفي السلطان عبد المالك السعدي إبان المعركة بسبب تسمم تعرض له من الأعداء. وقد أخفى خلفه السلطان أحمد المنصور الذهبي نبأ وفاته ليواصل تدبير وقيادة المعركة التي اصطلح على تسميتها بمعركة الملوك الثلاثة والتي حقق فيها المغاربة نصرا مبينا.