لا تتوقف مناورات الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة التي يسعى من خلالها لتلميع صورة بلده أمام فرنسا، ولا يتوقف الرئيس الشاب منذ أن وطأت قدماه قصر الإليزيه عن تسديد "القمعات" واحدة تلو الأخرى لبوتفليقة في كل مرة حاول فيها هذا الأخير كسب عطف "ماكرون" بطريقة من الطرق. فبعد أن أرسل بوتفليقة برقية تهنئة لماكرون إبان تربعه على كرسي حكم فرنسا، تجاهلها الرئيس الشاب ولم يرد، علما أنه رد على معظم برقيات التهنئة الموجهة إليه، بما فيها برقية الملك محمد السادس. ولم يتوقف بوتفليقة عن محاولات كسب عطف ماكرون، فقد أرسل برقية أخرى لماكرون يدعوه لتعاون ثنائي بين البلدين غير المفصول عن الذاكرة، وماكرون لا يرد مرة أخرى، بوتفليقة لا يكل ولا يمل ولا يعدل عن الإستعطاف حتى ظن البعض أن برقياته تستهل بعبارة "أرجوك سيدي ماكرون …" وتنتهي ب "أستحلفك بمقدار حبك لبيرجيت أن تجيب هذه المرة". ماكرون يتجاهل للمرة الثالثة برقية أخرى أرسلها بوتفليقة مساء أمس الخميس، قدم من خلالها التهنئي بمناسبة العيد الوطني لفرنسا، ومجددا دعوته لماكرون للتعاون مع الجزائر. فأي نوع من أواع التعبير عن الرفض وعدم القبول يبحث عنه بوتفليقة؟ ألم يستسغ بعد أن بناء الأمم وتقوية الدول تكون عبر أعمال ميدانية ملموسة؟ فلا يمكن أن يتأتى للأمم مجدها عن طريق رسائل استعطافية، تكتسي طابع الرسمية، لتضليل الشعوب. فما أراه إلا "تسولا" علنيا من جهات رسمية تمثل حكومة الجزائر، وهنا استحضرت كلمات النشيد الرسمي الجزائري حين جاء فيها: "يا فرنسا قد مضى وقت العتاب، وطويناه كما يطوى الكتاب، فاستعدي وخذي منا جواب"، فلم تاخد فرنسا الجواب ولم تدلي بمثله حتى.