كشف عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في كلمة له خلال لقاء مع هيئة مستشاري حزب العدالة والتنمية، يوم فاتح يوليوز الجاري، وبثها الموقع الإلكتروني للحزب، أن الحزب يوجد في ورطة ويمر من أصعب فترة في مراحل حياته. ويأتي تصريح بنكيران، بعد التنازلات التي قدمها سعد الدين العثماني بخصوص تشكيل الحكومة والتي جرت عليه انتقادات واسعة. وشدّد بنكيران في كلمته قائلا: " كي أكون واضحا حسب قناعتي الحزب يمر من امتحان صعب جدا إن لم يكن أصعب امتحان مر به لا كحزب سياسي ولا حينما كان عبارة عن حركة اجتماعية في إطار جمعية..كيف سنخرج من هذه الورطة التي لا تظهر للجميع ..كاين اللي فرحان ويعتبر أن ما حدث مزيان، لكن باش نكون معك واضح، هذا ليس شعوري". وفي تعليقه على تصريحات بنكيران بخصوص الوضعية التي يمر منها حزب العدالة والتنمية، قال المحلل السياسي، محمد شقير، إن هذه التصريحات تأتي في سياق مرحلة الانقلاب على بنكيران والتي تسبب في شرخ كبير بين قيادات الحزب، وهو الأمر الذي أسفر عن بروز أنصار بنكيران الذين رفضوا الانقلاب عليه، وأنصار العثماني الذين التفوا حوله وأعلن عن دعم تواجده داخل الحكومة، وهو ما يفسر تصريحات بنكيران يقول شقير. وأضاف شقير في تصريح لموقع "نون بيرس" أن هذه التصريحات لم تقتصر فقط على الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، وإنما توسعت لتشمل عددا من قياديي الحزب، كما هو الشأن مثلا لماء العينين وحامي الدين وقيادات أخرى كلها كانت تعتبر بأن الانقلاب على بنكيران شكل ضربة كبيرة للحزب، وأن من صالح الحزب الخروج من الحكومة، باعتبار أن الشروط التي قبلها الحزب بخصوص تشكيل الحكومة كان قد رفضها بنكيران خاصة تواجد الاتحاد الاشتراكي داخل الحكومة. واعتبر عدد من قياديي حزب العدالة والتنمية، بحسب المتحدث ذاته، دخول الاتحاد الاشتراكي لحكومة العثماني، نوعا من الانقلاب على بنكيران، وهو الأمر الذي أسفر في وقت سابق عن تجميد نشاط الحكومة، وقيام بنكيران ب"عمرة سياسية" للابتعاد عن الأجواء المشحونة. وظهرت هذه الخلافات أيضا، بحسب شقير في محاولة دعم بنكيران إثر رجوعه من العمرة، لشبيبة حزبه خاصة بعدما شاركت في مسيرة دعن الحراك بالحسيمة. وما إذا كانت هذه الخلافات قد تؤدي إلى انهيار في حزب العدالة والتنمية، قال شقير إن الحزب ربما لديه نوابض للتخفيف من هذا الصراع القائم بين قياديات الحزب، وهو ما سيتم حسمه بشكل كبير في المؤتمر الوطني القادم للحزب. وخلص شقير إلى أن كل قيادات حزب العدالة والتنمية يبدوا أنها توصلت إلى مجموعة من التوافقات التي من شأنها الحفاظ على وحدة الحزب.