خرج تمثال يوماً عن صمته الأزليّ، وصرخ في الوجوه قائلاً: "ليس السّكوت من ذهب ولا الكلام من فضة".. أرجف صراخه التّماثيل الأخرى في المتحف، وأرعد أطرافها، فتململت، وكأنّ الرّوح قد نُفخت في صدرها، وحين سمع شرطيّ ما قاله التّمثال أطبق فمه بيده، وقال له محذّراً: "اسكت، فالسّكوت أنفع للتّماثيل. من سيصدّق أيها الغبيّ أن تمثالاً يخرج عن صمته؟!".. حمل الشّرطيّ التّمثال من مكانه، ورماه جانباً في ركن مظلم من أركان المُتحف، فتكسرّ قطعةً قطعةً، ولمّا رأت التّماثيل الأخرى ما جرى للتمثال الأكبر انزوتْ في أركانها، ولاذت بالصمت منذ ذلك الزمان البعيد.