تقاطرت أمس الخميس 15 ماي 2017 حشود غفيرة انكبت إلى وسط الشوارع الكبرى بمدينة الحسيمة، حملت الآلاف من ساكنة بلدات و بلدان الريف بما فيه ساكنة الناظور المحاذية و بلدات و مناطق أخرى، تلبية لنداء الساحة في ظل الحراك الشعبي القائم مذ ما يناهز الست أشهر. و جاءت هذه المسيرة الشعبية التي حضرها ما يناهز مائتي ألف متظاهر من مختلف الأجناس و الأعمار، صغاراً، كباراً و شيوخاً، رجالاً، نساءً و أطفالاً، -جاءت- للرد على التصريحات التي أدلى بها أعضاء الأغلبية الحكومية يوم الأحد المنصرم و التي اعتبرها نشطاء الحراك "اتهامات باطلة" و تضرب وطنيتهم عرض الحائط. و في تصريح للمكي الحنودي رئيس جماعة لوطا التابعة لإقليم الحسيمة أدلى به لنون بريس على إثر حضوره و مشاركته في المسيرة الاحتجاجية التي جابت شوارع المدينة اليوم، قال "مسيرة اليوم كانت بعشرات الآلاف، و هي مسيرة للرد على تصريحات الأمناء العامين لأحزاب الأغلبية الحكومية و وزير الداخلية و كل من يتهم أهل الريف و نشطاء الحراك الشعبي تحديداً بنوايا الانفصال و تلقي دعم من جهات أجنبية أو معادية لوحدة البلاد". و أضاف الحنودي في ذات السياق "المسيرة كانت سلمية و لم يتكسر و لو كأس، و عن تهمة الانفصال فقد فندها النشطاء اليوم رسمياً"، و يقول أيضاً "فتح الحوار و تحقيق المطالب الاجتماعية كفيل بالكشف عن كل شيء". و في تعليق لأحد نشطاء الحراك قال "نحن أشد وطنية ممن يدعيها، و مسألة الوطنية لا تقاس برفع الأعلام، فمن أراد رفع أي علم فلن يمنعه أحد من فعل ذلك"، و أضاف ذات المتحدث "لا وجود للأفكار الانفصالية بيننا إلا في رؤوس من يروجونها" –حسب ناشط الحراك-. و استرسل بالقول "قضيتنا قضية عادلة و مطالبنا مطالب مشروعة و معقولة و بسيطة بقدر كبير، و نحن رفعنا شعاراً مذ بداية الحراك و لا يزال هذا الشعار قائماً إلى اليوم هو كان بمثابة قسم على أن تظل احتجاجاتنا سلمية و أن تغيب عنها لغة العنف ما دام الحراك". هذا و قد رفع النشطاء في مسيرتهم الاحتجاجية شعارات تؤكد أن الحراك من أجل مطالب اجتماعية و حقوقية مشروعة و معقولة، و أن ما روجت إليه الأغلبية الحكومية بعد اجتماعها بوزير الداخلية عبد الوافي لفتيت ما هي إلا اتهامات باطلة و أحكام مغلوطة لا تنم للواقع بصلة. كما رفع النشطاء شعارات وطنية أخرى من قبيل "المغرب وطننا، الريف شرفنا و الوحدة هدفنا"، و أيضاً "الريف في مغربه و المغرب في ريفه".