بعد التحذيرات الأخيرة التي تلقاها المغرب بخصوص الاستنزاف الخطير الذي يهدد الثروة السمكية بسبب الصيد غير القانوني، بادر المغرب، أخيرا، إلى اتخاذ خطوة جديدة من أجل حماية منتوجاته البحرية، حيث يتجه إلى الحد من صيد السفن الروسية في مياهه الإقليمية، وتقليص ما بين 10 و 15 في المائة من الكميات المصطادة في أعالي البحار. هذه الخطوة تأتي مع اقتراب موسم الصيد البحري الذي ستبدؤه روسيا في يونيو المقبل، وكذا بعد الدراسة الأخيرة المنجزة من طرف وزارة الصيد البحري، والتي كشفت عن استنزاف كبير في بعض الأنواع السمكية بالمغرب، الأمر الذي دفع إلى اتخاذ قرار الحد من الكميات التي تصطادها السفن الروسية في المياه المقابلة للسواحل الجنوبية للمغرب. وذكرت يومية "المساء" حسب معطيات موثوقة حصلت عليها، أن رخصة الصيد البحري المخصصة لعشرة من السفن الروسية التي تجوب السواحل الجنوبية بين العيون والداخلة ستبقى سارية المفعول إلى غاية متم السنة الجارية 2017، مشيرة إلى أنه سيتم وقف العمل بهذه الرخصة خلال سنة 2018، إذا ثبت انخفاض على مستوى كميات الأسماك المغربية. و وفق المعطيات ذاتها التي ذكرت أنه من المنتظر أن يتم تقليص ما بين 10 و15 في المائة من كميات الصيد المصطادة من طرف السفن الروسية، وهو ما يمثل ما بين 14 و24 ألف طن من الأسماك، الأمر الذي سينعكس إيجابا على الثروة السمكية المغربية وسيساهم في تخفيض الحصة السنوية التي تصطادها روسيا من المياه الإقليمية للمغرب من 140 ألف طن إلى 119 ألف طن. ولفتت المعطيات ذاتها إلى أن القرار النهائي بخصوص عدم السماح للسفن الروسية بالصيد في أعالي البحار سيكون على أساس نتائج البحوث التي سيجريها الباحثون المغاربة والروس، مضيفة أن المغرب سيأخذ قراره على ضوء هذه النتائج بشأن التقليص من كميات الصيد المخصصة للسفن الروسية أو لا. ويشار إلى أن حصة الصيد في أعالي البحار المخصصة للسفن الروسية، سجلت تحسنا كبيرا خلال السنة الماضية 2016، حيث ارتفعت الكميات المصطادة من 100 إلى 140 ألف طن من الأسماك، في وقت جنا المغرب من اتفاق الصيد البحري الذي يجمعه بالفيدرالية الروسية ما مجموعه 23 مليون دولار في السنة. ويذكر أن روسيا حصلت، بموجب اتفاق وقع بداية العام 2013، على حق تمكين عشر سفن من الصيد في المياه المغربية، حيث استفادت سفن الصيد البحري الروسية من اتفاق الصيد البحري بين موسكو والرباط، والذي مكنها من اصطياد كميات كبيرة من الأسماك من قبيل السردين و»الكبايلا»، خصوصا في المياه المقابلة للسواحل الجنوبية للمغرب.