بعد أن احتج المئات من المواطنين بداية الأسبوع الجاري بمدينة الفنيدق المحاذية لمدينة سبتةالمحتلة على إثر وفاة امرأة مغربية بمعبر "تاراخال 2" متأثرة بجروح و كدمات خطيرة إبان تعرضها للدعس، حيث كانت الفقيدة تمتهن قيد حياتها التهريب المعيشي بمدينة سبتة السليبة. أصدرت كل من الجمارك المغربية و الإسبانية صبيحة الثلاثاء قراراً يقضي بإغلاق المعبر السالف ذكره في وجه ممتهني التهريب إلى غاية مناقشة الأوضاع السارية بالمدخل. و كانت الوفاة المحزنة لامرأة، أم لستة أطفال، صباح يوم الاثنين 24 أبريل باعتبارها الحالة الثانية في مدة تقارب الشهر، و التي تتم وفاتها بطريقة مماثلة لسابقتها الدافع الرئيسي وراء إصدار الجمارك المغربية و نظيرتها الإسبانية لقرار إغلاق معبر تاراخال 2، ذلك قصد مناقشة و مطارحة ما جرى و يجري بالمعبر مذ انطلاق المرور منه إلى حدود وقوع الحادثة. و جاء أيضاً في قرار الجهتين المعنيتين إبقاء معبر سبتة أو ما يصطلح عليه ب "باب سبتة" مغلقاً على طول الأسبوع الجاري إلى حدود إيجاد الطرفين –الجمارك المغربية و الإسبانية- لحلول جذرية توقف مشكل الازدحام أو بالأحرى تقلل منه نسبياً، و تحلحل أغلب المشاكل التي يتخبط بها ممتهنو التهريب المعيشي بمدينة سبتة عموماً و عند الولوج أو الخروج من المعبر على وجه الخصوص. و الجدير بالذكر أن جمعيات حقوقية وطنية لا زالت تطالب بتمكين ممتهني التهريب المعيشي بسبتة السليبة من فرص شغل تلائم صفة مواطن و تحافظ على كرامته و توقف هذه الجرائم الدموية التي تحدق في حق أمهات خرجن لطلب قوتهن اليومي في ظروف لا تليق ألزمهن القدر بظروفه عليها.