ما يزال الاختلاف يحتدم داخل حزب العدالة والتنمية، منذ تعيين إعلان سعد الدين العثماني عن التحالف السداسي المُشكّل للحكومة، خاصة بعد إشراك حزب الاتحاد الاشتراكي، الذي أدى بنكيران منصبه على رأس الحكومة ثمناً لرفضه دخول حزب لشكر في حكومته. وفي هذا السياق، كذّبَ بلال التليدي، عضو لجنة الاستوزار في حزب العدالة والتنمية، رئيس الحكومة الجديد سعد الدين العثماني، بخصوص تصريحاته الأخيرة، التي قال فيها إن لجنة الاستوزار كانت على اطلاع بمجريات المشاورات وأيضاً على علم بدخول الاتحاد الاشتراكي في الحكومة. وقال التليدي إن العثماني "في لقائه بالفريق البرلماني للحزب، في سياق الاحتجاج لأسلوبه في التفاوض وتأكيد "الانتصار" و" الإنجاز" الذي حققه بإخراج الحكومة بتلك الشاكلة، أن يقحم لجنة الاستوزار في الموضوع، فذكر في كلمته الحجاجية أن لجنة الاستوزار كانت على علم بتفاصيل التحالف السداسي، وأنها وضعت في الصورة ولم تبد أي موقف معارض، وحاول أن يجعل من ذلك حجة على تزكيتها للمسار التفاوضي الذي باشره". وأضاف القيادي في حزب العدالة والتنمية "الحقيقة، للتاريخ، وليس لأي غرض آخر، أن كلام رئيس الحكومة الدكتور سعد الدين العثماني لم يكن دقيقا، بل جانب الصواب بالمرة ". مضيفاً أن "ذلك من أجل تبرئة ذمّته". وأوضح في تدوينة على حسابه على فيسبوك "بصفتي عضوا في هذه اللجنة، أؤكد أن الدكتور سعد الدين العثماني لم يخبر أعضاء اللجنة بأي تفاصيل، وأنه في بداية اللقاء ترك الكلمة للأخ الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وفضل عدم الكلام بحجة عدم ترتيب كلمته وأفكاره، ولم يعلق بأي كلمة حين قال الأمين العام بأن تركيبة التحالف ستظهر في يومين أو ثلاثة"، مضيفاً أن "اللجنة باشرت عملها وسط تساؤلات كثيرة أبداها عدد من الإخوة الذين لا أحب ذكر أسمائهم، ممن اعترضوا بأدب على طريقة تطبيق المسطرة وانتخاب لائحة المرشحين للاستوزار الثلاثين من غير وضوح الرؤية". وتابع "للتاريخ دائما وحتى يكون الأمر واضحا لدى الجميع، وحتى أبرئ ذمتي وأقدم هذه الشهادة، أن الدكتور سعد الدين العثماني اختار زمنه بدقة لكي يخبر اللجنة بأن الاتحاد الاشتراكي سيدخل الحكومة، إذ أكد بأنه لا يمكن تشكيل الحكومة من غير اتحاد اشتراكي في آخر اللقاء دون إعطاء أي تفاصيل تذكر."