يبدو أن عبد الفتاح السيسي ضاق درعا بأجهزته الإعلامية، التي ساهمت في انقلابه وتوطيد حكمه بمصر، وعلى ما يبدو فإنه انزعج كثيرا من انتقاداتهم وتدخلاتهم، فلوّح "بأن يشكوهم للشعب"، واتهمهم بنشر الجهل، وطالبهم بعدم التدخل بقرارات الرئيس في سابقة لم تحدث منذ استلام الرجل للحكم قبل أكثر من عام. السيسي الذي كان يتحدث أمس في ندوة للقوات المسلحة، عاتب الإعلام المصري ثم هدد الإعلاميين بأن يشكوهم للشعب قائلا "حاشتكي (سأشكو) للشعب المصري منكم". وتحدث السيسي عن حالات بعينها فقال "أحد الإعلاميين انتقدني أثناء تغطية غرق مدينة الإسكندرية بمياه الأمطار، وقال إن الرئيس قاعد مع شركة سيمنز وسايب الإسكندرية تغرق، ما يصحش كده، هذا أمر لا يليق، إحنا نتجاوز في كل حاجة.. إيه الشغل ده؟". وتابع السيسي أن "الدولة تضيع بالطريقة دي، إحنا كده ننشر جهل، كأن المسائل بتتحل بضغطة على زرار وخلاص". كما أبدى السيسي استياءه أيضا من انتقادات إعلاميين له بسبب تكرار رحلاته إلى الخارج، وقال "قال لك يا عم بتسافر كتير ليه؟.. يا عم خليك في اللي أنت فيه". هذا الكلام لم يرق لكثير من الإعلاميين الذين عرف عنهم ولاؤهم الشديد للسيسي وتسويقهم للانقلاب، واعتبروا أن السيسي يريد إعلاما "يطبل ويصفق ولا ينتقد". الإعلامي إبراهيم عيسى استنكر انتقادات السيسي وهجومه، وقال في برنامجه إنه "من الواضح أن المطلوب من الإعلام، تطبيل وتصفيق ومبايعة". وتابع "لما الرئيس يقول لإعلامي خليك في نفسك، لا طبعا ما ينفعش يخليه في نفسه، ده واجب الإعلامي إنه يناقش قرارات الرئيس". وتابع أن "السيسي يعلم جيدا عصر إعلام الرئيس الملهم إلى أين قاد مصر في الفترات الماضية". أما الكاتب الصحفي، جمال سلطان، الذي كتب مقالا ينتقد فيه السيسي لتكرار رحلاته إلى الخارج، واعتبر أنه "أكثر حاكم في العالم سافر خلال العام الماضي، وتقريبًا كل أسبوعين في سفر خارج البلاد"، فغرد على تويتر "ماشي يا ريس، حخليني في اللي أنا فيه!!". أما الإعلامية رولا خرسا، فعلقت على كلام السيسي بالقول إن "الحرية مهمة جدًا، وما ينفعش علشان أنت تتكلم على فوضى نرجع لعصر قصقصة الريش، والكل يتكلم بطريقة واحدة". وقارن الإعلامي يوسف الحسيني بين هجوم الإعلام على السيسي وعلى الرئيس المعزولمحمد مرسي وقال إنه "انتقدنا مرسي في تعليقاته وبعض جمله وتصرفاته، ولكن رئيس مصر لا يعلق على هذ الأمور". وغرد الحقوقي المصري المعارض للانقلاب هيثم أبو خليل بأن "خطاب السيسي أمام عسكره من أروع الخطابات التي تصب في مصلحة الثورة، فهو بدا غبيا لا يطيق نقدا بكلمة من إعلامه الرخيص الذي يطبل له".