قسمت أمينة ماء العينين، برلمانية عن حزب العدالة والتنمية، حزبها إلى مجموعات، تضم الشامتين والمتحسرين، والمتعاطفين، إضافة إلى مناضلي الحزب و فئة الرعونة. وحسب ماء العينين، فتضم فئة الشامتين المتربصين بالحزب من خصومه و أعدائه، يتمنون أن يتطور النقاش إلى نزاع فصراع فانشقاق يليه موت الحزب و التحاقه بالجثث الحزبية الحية الميتة، وهي موجودة دون تعميم، ليحققوا هدفا عجزوا عن تحقيقه بكل الوسائل فيما سبق. وتضم الفئة الثانية، المتحسرين على الارتداد الذي يشهده مسار تجربة ديمقراطية وليدة، ومنهم كثير لا يشتركون مع الحزب مرجعيته الإيديولوجية لكنهم آمنوا بالمعركة التي قادها بنكيران ومن ورائه الحزب، لإعادة الاعتبار للإرادة الشعبية و للعملية الديمقراطية. وبخصوص المجموعة الثالثة، فتهم المتعاطفين مع الحزب الذين تفهموا تفاعله الايجابي مع بلاغ الديوان الملكي لمعرفتهم بمنهج الحزب القائم على عدم الدخول في صراع مع الملكية باعتبار ذلك "عقيدة سياسية" كما قال بنكيران دائما، وكما تشبث به في موقف بطولي لإقناع الحزب في ظرف صعب. لكنهم لم يتفهموا أبدا استمرار الحزب في تقديم تنازلات أخرى يعتبرون أنها غير مبررة. وفيما يتعلق بالفئة الرابعة، وهي خاصة حسب ماء العينين، بمناضلي الحزب الذين انقسموا إلى اتجاهين: اتجاه يقول بضرورة الانحناء للعاصفة و لو "بانبطاح" بدعوى أن الاستمرار في إبداء أي نوع من الصمود- ما بعد بنكيران-قد يؤدي إلى "طحن الحزب"ومعه مشروع الإصلاح، ويقدمون لذلك مؤشرات قد تكون حقيقية، وقد يكون بعضها مضخما نفسيا -بدون قصد -حرصا على مصلحة الوطن و الحزب، ولا يمكن لأحد أن يشكك في نضاليتهم وصدقهم. ثم اتجاه ثان لم يقل بخيار المعارضة، ولم يعترض على قرار القبول المؤلم بإزاحة بنكيران، لكنه يقدر أن التنازلات التي قدمت فيما بعد، كانت غير مبررة وأن رأس بنكيران، لم يكن بأي مقابل ديمقراطي وليس مادي أو مصلحي، اتجاه يناضل بمسؤولية لأجل الحفاظ على هوية الحزب المناضلة لأجل توسيع مجال الديمقراطية. هؤلاء أيضا لا يمكن لأحد أن يزايد على صدقهم و نضاليتهم. والفئة الأخيرة تبعا للمتحدثة ذاتها، تتسم بالنزق و الرعونة لا يعجبها العجب، و لا تبحث لمواقفها و تصريحاتها عن قصد أو غاية، تدمر أكثر مما تبني. مسؤلية الدكتور سعد الدين العثماني اليوم مع قيادة الحزب هي حسن الإنصات لمختلف التفاعلات و عدم تبخيس أثرها، مع أهمية تفهم أي رد فعل غاضب من طرف الصادقين من مناضلي الحزب ومتعاطفيه وكل الذين علقوا آمالا على تجربة الحزب لتحقيق انتقال حقيقي. لابد من الانتباه إلى أن حزب العدالة و التنمية نحت تميزه من خلال تمسكه بمبادئ أساسية عاصمة لم يتخل عنها في أحلك اللحظات، فاقتنع الناس و تمسكوا بالحزب، تؤكد ماء العينين.