عرفت ساكنة أكادير تخوا كبيرا من كارثة بيئية جراء انهيار نحو 550 طن من ركان النفايات بالمطرح العمومي بأكادير، الذي يقع بالقرب من الملعب الكبير أدرار. وتسبب الانهيار في تسرب عصارة "الليكسيفيا" إلى تربة بعد تدمير جدار المطرح. و حذرت جمعية "بييزاج" للبيئة والثقافة بأكادير، من الخطر الكبير لهذا التسرب الذي سيؤدي إلى كارثة بيئية إذا لم تتخذ الإجراءات الوقائية اللازمة. و نشرت الجمعية، تقريرا لها للتحدير من خطورة الوضع موضحة أن "الحادث وإن لم يخلف ضحايا أو جروح في صفوف العاملين بالمطرح، لكن أضراره المادية والبيئية ستلقي بظلالها مستقبلا على المنطقة". وأشار التقرير إلى أن الأضرار المحتملة للحادث لا يمكن تحديدها وتقييمها ومعرفتها إلا من خلال دراسةِ وتحليلِ عَيِّنات من لدن مكتب دراسات ومختبر متخصصين في المجال البيئي. ولا تعرف إلى حد الآن الأسباب التي أدت إلى انهيار جزء من "جبل النفايات" بالمطرح الجماعي لأكادير، وهو الأول من نوعه. ورجحت جمعية بييزاج، بناء على استشارة خبراء في المجال، أنْ يكون الانهيار ناجما عنتشبع الركام والكتلة بالماء بعد سقوط أمطار غزيرة على المدينة الشهر الماضي، وحدوث هزة أرضية بالمنطقة مؤخرا وقرب الركام من حوض المعالجة الذي امتلئ بعصارة النفايات نتيجة ارتفاع منسوبه بالأمطار، لكن هذه الأسباب، يقول التقرير، تبقى مجرد فرضيات نظرا لضخامة الانهيار. وحول التدابير المتخذة من أجل احتواء تداعيات انهيار جبل النفايات حسب التقرير ذاته،فقد جرى إنشاء خلية أزمة لمتابعة الحادث، حيث تم تسخير آليات حفر وجرافات وشاحنات، وطاقم بشري لتنقية المسالك التي مرّت منها سيول العُصارة، واستعمال مادّة مُطهرة للتخلص من البرك الآسنة، وتنقية الفضاءات من عُصارة النفايات، وإخبار الساكنة المجاورة بعدم الرعي أو ارتواء قطعانهم من مياه الوادي أو أكل العشب في الفضاءات المجاورة له. ولا تبدو هذه الإجراءات المتخذة كفيلة بحماية أكادير من المخاطر البيئية التي يشكلها مطرحُها الجماعي، بالنسبة لجمعية بييزاج، التي طالبتْ في تقريرها بتحويل المطرح إلى مكان أكثر أمنا على ساكنة المدينة، وتطبيق الالتزامات الخاصة بالمخطط المديري لتدبير النفايات بأكادير الكبير، خاصة وأنّ المطرح ينفُث روائح كريهة تُلحق أضرارا بسكان الأحياء المجاورة، خاصة حي تليلا، والحي المحمدي، وحي الهدى والداخلة. كما طالبت الجمعية الجماعة الحضرية لأكادير بإعادة الوضع في المطرح إلى حالته الطبيعية، والتقليل من الآثار السلبية لحادث انهيار ركام النفايات المطمرة تحت التراب، وتعويض المتضررين المحتملين عن الأضرار الحالية أو المستقبلية المحتملة والناجمة عن تسرب عصارة النفايات، التي قالت الجمعية إنها يمكن أن تلحق أضرارا بمحاصيل أو مياه أو قطعان ساكنة الدواوير المجاورة. وحسب الإحصائيات التي تضمنها تقرير "بييزاج" فان عصارة النفايات بالمطرح المراقب لأكادير تبلغ سنويا ما يقارب 36.000 ألف متر مكعب حيث ارتفع هذا الرقم منذ بداية اشتغال المطرح من معدل 63 متر مكعب يوميا الى حوالي 100 متر مكعب يتم التخلص منه عبر عمليات تدوير وتبخير باستعمال رشاشات مخصصة لهذه العملية واستعمال مادة (كلورور الجير) .