أفاد جلبير الأشقر، باحث ومحلل لبناني، أستاذ في معهد الدراسات الشرقية والإفريقية في جامعة لندن (SOAS)، بأن كل من أمريكا وروسيا ساهمت في إفشال الربيع العربي في عدد من الدول كليبيا ومصر وسوريا وغيرها. وفي هذا السياق، أوضح جلبير الأشقر في تصريح لموقع "نون بريس" عقب الندوة التي نظمها معهد الدراسات العليا للتدبير تحت عنوان "من الربيع إلى الخريف؟ التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية بعد 2011″، قائلا: "طبعا الموجة التي شهدتها المنطقة الناطقة بالعربية كان من المتوقع والطبيعي أن تجلب قوى شتى عالمية، وتؤدي إلى تدخلات كثيرة لاسيما وأن هذه المنطقة استراتيجية وبالغة الأهمية وتميزت دائما بصراعات بين قوى عالمية في الساحة المحلية". وشدّد الباحث اللبناني، على أن المرحلة الأولى التي عرفها الربيع العربي، كان الطاغي فيها هو محاولة احتواء المواجهة، وهي المرحلة التي تضمنت شبه تأكيد للولايات المتحدة لما حصل في مصر لإقالة حسني مبارك، وبلغت ذروتها في التدخل العسكري في ليبيا، الذي كان تدخلا أجنبيا إلى جانب قوى الانتفاضة الليبية، في محاولة لاحتواء الانتفاضة الليبية، وكانت محاولة فاشلة مما أدى باسم الحالة الليبية إلى الفوضى التي تميزت بها حاليا" يقول جلبير. وفيما يتعلق بالفوضى التي تشهدها سوريا، قال جلبير الأشقر، "إن الولاياتالمتحدة كان لها موقف أكثر حذرا من التدخل المباشر في سوريا مما فتح المجال أمام تدخل أجنبي آخر في الساحة ويتعلق الأمر بروسيا وإيران اللتان وقفتا إلى جانب النظام السوري" مشيرا إلى منذ اندلاع الثورة في سوريا وروسيا توسع تدخلها في المنطقة في اتجاه دعم النظام القديم. وخلص جلبير إلى "أن كل هذه المعطيات لو جمعناها سنطرح علامة استفهام بخصوص الموقف الذي سوف تتخذه الإدارة الأمريكيةالجديدة مما يجري في المنطقة العربية، عاما أنه في نهاية المطاف تبقى الديناميات الاجتماعية والسياسية الحالية هي الأهم بالتأكيد في تحديد مسار هذا التحول او الانفجار الثوري الحاصل".