عبدالحكيم الرويضي 17 فبراير, 2017 - 11:06:00 أكد جلبير الأشقر، الكاتب والباحث اللبناني، أن الربيع العربي تحول إلى شتاء قاس، وأن العالم العربي دخل في سيرورة ثورية طويلة الأمد، لأن المشاكل التي ولدت الانفجار لا يمكن أن نجزم أنها قد انتهت ولم تعد موجودة، بل تفاقمت بصورة واضحة في معظم بلدان المنطقة. الأشقر الذي كان يتحدث في ندوة حول "التحولات الاقتصادية والاجتماعية والاقتصادية بعد 2011" مساء يوم الخميس بالرباط، أوضح أن الأنظمة القائمة في العالم العربي لم يعد لها أي مبرر إلا التهديد بالحرب على شاكلة سوريا، وهذا "البعبع" أو هذه "الفزاعة" لا تنطوي على الحركات الاجتماعية وعلى عامة الناس. ونفى أستاذ معهد الدراسات الشرقية والإفريقية في جامعة لندن، أن يكون ل"نظرية المؤامرة" أي دور في ما حدث، موضحا: "لا يمكن أن نتصور أن هناك قوى خارجية تقف وراء ذلك .. نحن في الواقع من يصدر المشاكل أكثر مما نستوردها". وكشف صاحب كتاب "الشعب يريد"، أن الفقر لم يكن هو السبب الأساسي للاحتقان الاجتماعي الذي أدى إلى هذا الانفجار، "الفقر ليس حافزا للنضال، بل في العادة يكون مانعا له. لكن الإحباط الاجتماعي واتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وانخفاض معدلات النمو في المنطقة أمام ارتفاع معدلات البطالة، كانت كلها أسباب مهدت لهذا الربيع". وشدد الأشقر على أن الخلفية الأساسية لهذا الانفجار هي طبيعة الأنظمة القائمة على الاستبداد والفساد والتملك، "أي تملك الاقتصاد والسياسة من قبل طبقة اجتماعية معينة..فالعائلة الحاكمة تملك البلاد فوق تملكها للدولة"، يضيق الأشقر. وأشار الباحث إلى أن الأنظمة الحاكمة كانت تتصور أن ينتهي الربيع بتعديلات دستورية، "والبعض قرر استباق الأمور بإجراء هذه التعديلات، كما حدث في المغرب" على حد تعبير الأشقر الذي اعتبر ذلك مجرد نظرة سطحية لما جرى، "حيث أن الدول الأولى التي أطاحت برئيس الدولة، أي تونس ومصر، تتميز بحركة عمالية قوية ومتقلة على المستوى القاعدي وتلعب دورا كبيرا في سياسات البلاد"، يضيف الأشقر. وزاد الأشقر قوله: "كل من يظن أن الأوضاع في المنطقة يمكن أن تستعيد استقرارها دون التغيير الجذري فهو موهوم لأن الواقع معقد جدا".