كشف مصدر مطلع ل«المساء» أن الاستخبارات المغربية راسلت دولا أوروبية ببرقيات سرية حول مشتبه في تطرفهم، بينهم مغاربة داعشيون، يخططون لهجمات إرهابية ويشكلون خلايا نائمة بدول مثل فرنسا وبلجيكا وإسبانيا، إذ أخذت البرقيات على محمل الجد وحررت مذكرات بحث دولية في حق مجموعة من الأشخاص، الذين ينسقون مع مجموعات متطرفة بكل من سوريا وليبيا. وجاءت البرقيات الجديدة بعد أن أقر وزير الداخلية الألماني، توماس دي ميزير، بأهمية المعلومات التي قدمتها المخابرات المغربية لبلاده، قبل تنفيذ هجوم برلين الإرهابي من قبل مواطن تونسي. وجاء تأكيد الوزير لأول مرة، ردا على سؤال مباشر وجهته إحدى البرلمانيات، خلال نقاش داخل البرلمان الألماني حول الإرهاب ودور المخابرات الألمانية، قائلا: «نعم المخابرات المغربية بعثت إلى المخابرات الألمانية 4 برقيات بخصوص معلومات حول عمري وأوضحت أنه من أتباع «داعش» وأنه يريد أن يتواصل مع الدولة الإسلامية بسوريا والعراق وليبيا». وأضاف وزير الداخلية أن الاستخبارات المغربية أبلغتهم بوجود لقاءات بين الإرهابي التونسي وشخصين داعشيين، واحد روسي والثاني مغربي، حيث سبق لهم وأن التقوا عدة مرات بمدينة دورتموند. وتعول أجهزة استخبارات عالمية على خبرة مديرية مراقبة التراب الوطني، بجميع فروعها، لفك الرسائل المشفرة، التي أصبحت لغزا تسبب في حالة استنفار عامة بين أجهزة الأمن العالمية، وذلك من أجل إجهاض الهجمات الإرهابية. وتبين أن أكبر خطر يواجه دول أوروبية بأجهزتها الاستخباراتية هو مواجهة الرسائل المشفرة التي يستخدمها المتطرفون، وخاصة تنظيم «داعش» على نطاق واسع للتخطيط لهجمات تحتاج إلى جهد دولي. وتوصلت أجهزة المخابرات المغربية من نظيرتها الفرنسية بتفاصيل الجهود المضنية التي تبذلها لاعتراض رسائل المتطرفين، الذين يتحولون بشكل متزايد من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي إلى خدمات الرسائل المشفرة، ويعد تنظيم «داعش» من أكبر مستخدمي هذه التطبيقات مثل تليغرام.