أشتكى مزارعون فلسطينيون من قيام الاحتلال الصهيوني برش مبيدات زراعية على طول الشريط الحدودي الشرقي لقطاع غزة باستخدام الطائرات دون سابق إنذار، الأمر الذي يهدد بفناء محصولهم الزراعي، الذي يعتاش عليه قرابة 55 ألف أسرة داخل القطاع بحسب بيانات جهاز الإحصاء الفلسطيني. وأشار الصحفي أحمد قديح وهو مالك لإحدى القطع الزراعية في قرية خزاعة شرق مدينة خانيونس، أن "الطائرات الإسرائيلية قامت منذ أربعة أيام برش الحدود الشرقية للقطاع بمبيدات زراعية ذات تركيز عالٍ، تزامنا مع استعداد المزارعين لقطف ثمار محصولهم". وأضاف قديح أن "حصاده للأرض لهذا الموسم والذي يعتمد عليه كمصدر أساسي للرزق يهدده الفناء، حيث لا يستطيع قطف ثماره لمدة لا تقل عن 10 أيام من رش الجانب الإسرائيلي للمبيدات الزراعية حتى لا يتعرض للتسمم". وتابع قديح أن "الخطر الثاني الذي يهدد محصوله هو خطر انتظار هذه المدة (10 أيام) وحلول وقت الصقيع الذي لن يبقي شيئا من محصوله". وتعتبر المنطقة الشرقية لقطاع غزة سلة الغذاء له طول الموسم، حيث تقدر مساحة الأراضي الزراعية ما بين 4000_4500 دونم، على طول الشريط الحدودي الذي يمتد من مدينة رفح حتى بلدة بيت حانون بمسافة 41 كيلو متر. من جانبه أشار مدير عام وقاية النباتات في وزارة الزراعة، المهندس وائل ثابت، أن "الجانب الإسرائيلي ومنذ عامين لم يقم بإخطارنا بموعد محدد لرش المبيدات على شريطه الحدودي، حيث بتنا نتفاجأ بتحليق الطائرات الزراعية فوق الحدود دون أن يتم تبليغنا من قبل الارتباط الفلسطيني أو الصليب الأحمر بذلك". وأضاف ثابت أننا "رصدنا في وزارة الزراعة قيام الجانب الإسرائيلي برش مبيدات ذات تركيز فسفوري عال مثل Round up حيث أن المعدل الطبيعي لاستخدمه هي 750 جم/100 لتر، بينما ما تم فحصه في مختبرات وزارة الزراعة تبين أن النسبة وصلت إلى 5000 جم/100 لتر، وهذه النسبة تحرق المحصول وتضعف من خصوبة التربة لسنوات طويلة". أما "النوع الثاني من المبيدات التي تم رصدها فهو المبيد Diazinon الحمضي ذو التركيز المرتفع، والذي يستغرق تحلله في التربة من 20_ 30 يوما، وهو مقيد الاستعمال إلا تحت ظروف قاسية". وتابع ثابت في حديثه أن "الجانب الإسرائيلي يستغل التقنيات التكنلوجية المتوفرة لديه لتسريع عملية جني محصوله، ثم يقوم برش التربة دون انتظار المزارع الفلسطيني وإخطاره بضرورة جني محصوله قبل عملية الرش". وكشف ثابت أن "هنالك بعدا أمنيا يتبعه الجانب الإسرائيلي في السنوات الأخيرة باستخدامه لطريقة رش المبيدات عن طريق الطائرات تتمثل بإخلاء المنطقة الحدودية بمسافة 1000 متر من أية أشجار قد تستخدمها المقاومة في مناطق الرباط المتاخمة لتلك الحدود". أما عن الخسائر المتوقعة لقيام الجانب الصهيوني برش المبيدات السامة، أشار ثابت إلى أن عملية حصر الأضرار لم تتم بعد، ولكن "تقديراتنا حتى اللحظة لم تختلف عن العام المنصرم حيث وصلت خسائر المزارعين إلى 18 مليون شيكل( 4.7) مليون دولار في ذلك الوقت". من جانبه أشار الخبير الزراعي، محمد خضر، أن "ما يتم زراعته في الجانب الفلسطيني من الحدود يختلف عن ما يتم زراعته في الجانب الأخر، لذلك فإن قيام الجانب الإسرائيلي برش المبيدات داخل حدوده يعود بالنفع عليه لحماية محصوله من الحشرات والأمراض، ولكنه بالمقابل يعود بالضرر على المزارع الفلسطيني لان لكل محصول نوع محدد من المبيدات". وأضاف خضر أن "المناطق الشرقية من الحدود تعتمد بشكل أساسي على الزراعة البعلية (مياه الأمطار)، وأي تعرض لمبيدات زراعية قبل موسم الحصاد سيعود بالضرر على المحصول والتربة والمواطنين". وعن خطورة ما يستخدمه الجانب الإسرائيلي من المبيدات الزراعية على صحة المواطنين أشار خضر إلى أن "تكرار استخدام مبيدات الفسفور ذات التركيز العالي يسبب تغييرا في التركيبات الجينية لكروموسومات الدم، قد تصل في بعض الأمور إلى حدوث تشوهات عند الأم تلحق أضرارا بالجنين، وهذا ما يهدد مستقبل جيل كامل لم يرى النور بعد".