أثبتت التنقيبات الأثرية التي أجريت في موقع وليلي بدايات القرن الماضي أن أصول مدينة وليلي المغربية الأثرية ترجع إلى القرن الثالث قبل الميلاد وكانت مدينة رئيسية في عهد موريتانيا الطنجية ,ثم أصبحت مركزا هاما في حقبة حكم الامبراطورية الرومانية ,حيت ضمت ثلة من المآثر التي مازالت أثارها بادية كبقايا الوشم ,وبقيت تحت سلطة الرومان إلى حدود أواخر القرن الثالث بعد الميلاد,وبدأت مرحلة إسلامية في المدينة مع مجيء الدولة الادريسية بزعامة إدريس الأكبر حيث صارت عاصمة لها ,وتعد هذه المدينة العريقة واحدة من أشهر الحواضر القديمة في شمال إفريقيا . تبعد وليلي حوالي 3 كم عن مدينة مولاي إدريس زرهون ,ووفرت خصوبة هذه المنطقة وتوفرها على أراض صالحة للزراعة ظروفا ملائمة لقيام هذه المدينة فضلا عن وجود منابع مياه بوفرة أهمها نهر الخمان ونهر فرطاسة علاوة على احتواء المنطقة على موارد طبيعية مثل الحجارة ومنها محاجر جبل زرهون التي وظفت في أعمال البناء والعمران . شيدت العديد من المباني كالمحلات والحمامات والمخابز والمعاصر, وأظهرت التنقيبات الأثرية بالمدينة عن وجود العديد من المعابد منها معبد "كابتول" الذي كان يجسد لما يعرف آنذاك الثالوث الإلهي ( زحل أو ساتورن ، و جينون ، و منيرفا ) ,وتضم المدينة أيضا المحكمة والساحة العمومية وقوس النصر و قصر كورديانوس و هو من أشهر وأضخم البنايات في المدينة ,كما اكتشفت فيها العديد من المنازل الأثرية ذات المساحة الواسعة المزينة باللوحات الفسيفسائية ، و من هذه المنازل منزل أورفي ومنزل فينوس و منزل أعمال هرقل وغيرها واتخذت هذه المنازل القديمة أسماء عديدة ترجع لفترة ما قبل العصر الروماني وما بعده، مثل منزل الفارس، والأعمدة، والصدرية، والحيوانات المفترسة، ومنزل الساعة الشمسية ويعود أصل تسميتها إلى أحداث معينة وتختلف من حيث تصاميمها، وتحوي هذه المنازل باحات معمدة وغرف وقاعات استقبال وأكل، وحمامات كما يزين أغلب باحاتها أعمدة محددة أو ملساء أو حلزونية، وفسيفساء على شكل لوحات فنية جميلة تعبر عن مواضيع مختلفة. صنفت مدينة وليلي الأثرية ضمن التراث الإنساني العالمي وتعد قبلة مميزة للعديد من السياح من المغرب ومن مختلف بقاع المعمور ممن يريدون تنفس عبق التاريخ بين أحضان مدينة تشهد على تعاقب حضارات مازالت أثارها بادية كالوشم.