هدية عجيبة غريبة أهداها الخليفة العباسي هارون الرشيد "763 – 809م" إلى صديقه ,شارلمان ملك الفرنجة " 814-742 م " هذا الأخير تملكه العجب من ساعة ضخمة سحرته بتحرك منظومتها من دون طاقة، ووهم من في قصره أن فيها شيطانا يحركها، فحطموها في ظلمات الجهل الأوروبي . . وهي ساعة ضخمة يضاهي ارتفاعها حائط الغرفة, تحركها قوة مائية ,وفي تمام كل ساعة تتدحرج منها كرات بشكل متتالي الواحدة لو الأخرى عددها يساوي عدد الساعات ,تعلو قاعدة نحاسية ضخمة ,تصدر رنينا موسيقيا يسمع صداه في كافة أرجاء القصر. وتضم 12 بابا تؤدي إلى داخلها، ويخرج من كل باب فارس يشير إلى أن الساعة هي الواحدة، أما إذا خرجا فارسان فإنها الساعة الثانية وهكذا دوالك عند تمام كل ساعة وعند الساعة 12 ظهرا أو ليلا، يخرج 12 فارسا مجتمعين ويدورون دورة كاملة ثم يدخلون من الأبواب فتوصد من ورائهم. إلا أن رهبان القصر أصابهم الذعر من هذه الهدية العجيبة التي لم يكن لها نظير ذلك الزمان فقالوا لشارلمان إنها مسكونة بالشيطان, أرسلها الخليفة هارون الرشيد هدية ليقضي عليه وليسلبه ملكه وبلغ جهلهم منتهاه حينما أخذوا فؤوسهم ومضوا إليها وأمعنوا فيها تحطيما فأضحت حطاما فقالوا للإمبراطور إن الشيطان فر خوفا منهم لأنهم رهبان . تظهر هذه القصة من جهة مدى تطور العرب في علوم الميكانيكا أو ما كانوا يسمونه علم الحيل الهندسية في حين كانت أوربا تقبع في عصر الظلمات.ومن جهة أخرى مدى تخلف وجهل الرهبان الذين لم يدركوا أنهم حطموا واحدة من أعظم اختراعات العرب آنذاك ,أبانت حينها عن حنكة علماء العرب.