بحرقة و حسرة كبيرتين حكى سجين سابق و المدعو "أحمد الخمليشي" كمية المعاناة التي طالته وراء أسوار السجن المحلي بمدينة تطوان و المعروف بسجن "الصومال"، حيثُ سَرَد المعني بتفاصيل دقيقة ما كان يعيشه داخل زنازن السجن السالف ذكره رفقة سجناء آخرين، مشيراً بذلك إلى أنواع القهر و الحرمان التي طالتهم ليس لشيء إلا لأنهم ليسوا من أصحاب الامتيازات التي يحضى بها "أصحاب الشكارة" -على حد قول المتحدث-. و قال المتحدث في شريط فيديو نشرته إحدى المواقع الإخبارية المحلية بمدينة تطوان أن سجن الصومال يعرف غياباً تاماً لمظاهر الكرامة و حماية حقوق الإنسان التي تصدح بها المؤسسات السجنية التربوية بين الفينة و الأخرى، مضيفاً أن السجناء بداخل المؤسسة المعنية يتعرضون لأشد أنواع الضرب و التعذيب و الممارسات الوحشية في انتهاك كبير للقيم الإنسانية و خرق سافر للضوابط القانونية. و في ذات السياق فقد شبه المشتكي ما يجري داخل أسوار السجن المعني بسجني "تازمامرت" و "غونتانامو" لما يُعرف على هذين الأخيرين من غموض و قسوة و سرية في التعذيب كانت تطال المعتقلين السياسيين. مشيراً أيضاً إلى أن التعذيب في سجن الصومال فات كل التوقعات بحيث يتم نقل السجناء إلى حمامات التعذيب بعيداً عن أعين كاميرات المراقبة و تعليقهم من أرجلهم ثم تعذيبهم و ضربهم بقوة "حتى تسمع صرخاتهم على بعد آلاف المترات دون أن يحرك أحد ساكناً" -يقول المتحدث-. و استناداً إلى نفس شريط الفيديو فقد أشار المشتكي إلى المحسوبية و الزبونية المُفعلة داخل السجن و التي تتم على إثرها التفرقة بين السجناء لكل حسب ما في "جيبه" و ما في جعبته من المال. و يضيف المشتكي في إشارته إلى الموظفين الذين يقومون بالمتاجرة في غرف المؤسسة السجنية بأثمنة باهظة لفائدة أباطرة المخدرات ناهيك عن تسهيل لهم مأمورية إدغام و تمرير كل الممنوعات، قائلاً "نحن ممنوعون من أكل جميع أنواع السمك و اللحوم، حتى من السردين يتم منعنا منه، في حين أن أصحاب الامتيازات من السجناء يستفيدون من خدمات عالية الجودة تشمل المأكولات بجميع أنواعها و الملابس و أجهزة إلكترونية ذكية و غيرها و كأنهم في فنادق الخمس نجوم" –على حد قول المشتكي-. و يسترسل المتحدث قوله في ذات السياق " تُقام تكاليف قُفة الزيارة على الزائر بما يقارب 400 إلى 500 درهم كمبلغ يُقدم لفائدة الموظفين حتى يمكنوا أقارب السجين من إدغام بعض المأكولات "الممنوعة" على حد قول الإدارة، إلا أن قُفف أصحاب الامتيازات يحضون بأهمية قصوى بحيث تدخل أسوار السجن دون أن تخضع لأي عملية تفتيش أو مراقبة و ذلك بأمر من رئيس المعقل طبعاً" -يقول المشتكي-. و الجدير بالذكر أن سجن الصومال يشهد حالات من اللاستقرار و التسيب بسبب بعض الموظفين داخل المؤسسة حيث تطرقنا في موضوع سابق إلى حجم الفساد الحاصل وراء أسوار السجن في خرق سافر للقانون، و لما يعرفه هذا الفضاء من متاجرة في المخدرات و الممنوعات بجميع أنواعها ناهيك عن تفعيل المحسوبية و الطبقية بين السجناء.