للمرة الثانية، وفي ظرف لم يتجاوز الشهر، اضطر شرطي بمدينة فاس، صباح الثلاثاء، إلى إطلاق النار من مسدسه الوظيفي، في محاولة ل»ردع» متهم ب»ابتزاز» الباعة المتجولين وتنفيذ اعتداءات ضد المواطنين بغرض السرقة، حيث استعان، وهو في حالة هيجان، بسيف كبير لمهاجمة الشرطي، ووجه إليه ضربة كانت ستؤدي به إلى موت محقق. وقالت المصادر إن الشخص الملقب ب»بنطوطو»، وهو من ذوي السوابق، كان قد حاول الإفلات من قبضة عناصر فرقة للدراجين بولاية أمن فاس، لما عمدت إلى تطويقه، فقاومها بعنف، حيث استل سيفه ووجه ضربة إلى الرأس الشرطي لولا الخوذة التي كان يضعها على رأسه، والتي حمته من الضربة. وأطلق الشرطي رصاصة تحذيرية في الهواء لتوقيف هذا الشخص الهائج، قبل أن يتدخل رفاقه لشل حركته وتقييده، واقتياده للتحقيق، وتم حجز سيفه، ومعه قنينة غاز مسيل للدموع، يرجح أن المتهم يستعملها لشل حركة الضحايا وتنفيذ اعتداءاته عليهم. وذكرت المصادر بأن الشرطة سبق لها أن اعتقلت، في الأيام الأخيرة، ثلاثة من أشقاء المتهم، بتهم لها علاقة بملفات الابتزاز والاغتصاب والاعتداءات لغرض السرقة. وتدخلت عناصر فرقة الدراجين لاعتقال هذا الشخص بعدما توصلت ولاية الأمن بشكاية تفيد تعرض مواطن لاعتداء بالسلاح الأبيض. وبينما كان الضحية يخضع للعلاج، سارعت عناصر الأمن إلى تطويق المشتبه به، الذي يشكل موضوع عدة أبحاث بتهمة الضرب والجرح العمدين، والسرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض والابتزاز المادي للباعة المتجولين. وحجزت عناصر الشرطة السيف المستعمل في محاولة الاعتداء، وهو من الحجم الكبير، وقنينة غاز مسيلة للدموع. وتم وضع المشتبه به، الذي كان في حالة هستيرية، تحت تدابير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة. وفي السياق ذاته، تمكنت عناصر تابعة لمصلحة الشرطة القضائية بفاس من إلقاء القبض على الملقب ب»ولد العساس»، بحي الوفاق، وهو من ذوي السوابق القضائية ومبحوث عنه وطنيا بتهم تتعلق بالسرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض والضرب والجرح بالسلاح الأبيض. كما تمكنت نفس العناصر من إيقاف الملقب «راس الكلية» بالحي الجديد، وقالت الشرطة إن الموقوف من ذوي السوابق القضائية ومبحوث عنه وطنيا في قضايا تتعلق بالضرب والجرح بالسلاح الأبيض وإلحاق خسارة مادية بملك الغير. وطبقا لولاية الأمن، فقد كان المشتبه بهما دائمي التخفي والترحال من منطقة إلى أخرى لتفادي عملية إيقافهما، لكن إصرار المصالح الأمنية على تعقب خطواتهما مكنت من رصدهما وإيقافهما.