كشفت يومية المساء عن تحول اللقاء الذي جمع وزير الداخلية بالأمناء العامين للأحزاب السياسية الكبرى، المنظم أخيرا، إلى ساحة حرب حقيقية. وحصلت «المساء» على معلومات تفيد بأن الاجتماع الماراطوني شهد صراعا عنيفا بين إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ونبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، وصل حد تبادل اتهامات حادة بينهما. ووفق معلومات «المساء»، فإن إدريس لشكر، الذي كان يتحدث عن تغيير برلمانيين اتحاديين للونهم السياسي قبيل أسابيع فقط من موعد الانتخابات، ظل يضرب على الطاولة بما يشبه «الطفاية» في مواجهة نبيل بنعبد الله قائلا: «ليس أخلاقيا أن يستقطب حزب سياسي برلمانيين في آخر الولاية التشريعية وليس بهاته الطريقة تدار الحياة السياسية، وهذه مسرحية حقيقية». نبيل بنعبد الله، حسب مصادر حضرت اللقاء، الذي أدرك أن الكلام موجه إليه بشكل مباشر رد على لشكر بقوة: «هذه أحزاب سياسية مؤطرة بقوانين ونحن نشتغل داخل المؤسسات، وإذا أحس أي أحد أن حزبنا قام بأي شيء مناف للقانون فعليه أن يقصد القضاء أو يحكم المؤسسات لا أن يزايد علينا». واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن الحوار الثنائي المشحون بين لشكر ونبيل بنعبد الله طغا على أشغال اللقاء، إذ استمر لشكر في الحديث بلغة متشنجة والضرب على الطاولة فيما كان يطلب وزير الداخلية محمد حصاد تهدئة الأوضاع لمواصلة النقاش. في السياق ذاته، استغربت مصادر حضرت اللقاء كيف أن حزب التجمع الوطني للأحرار حضر اللقاء بأربع قيادات هي محمد بوسعيد وأنيس بيرو والطالبي العلمي رئيس مجلس النواب، مؤكدة أنه كان على العلمي على الأقل تجنب حضور مثل هاته اللقاءات باعتباره رئيسا لمجلس النواب.