أوضحت مصادر ل«المساء» أن اتصالات أجريت بين قيادة حزب الاستقلال وحزب الأصالة والمعاصرة لوضع حد للخلافات، التي ظهرت داخل المكتب المسير لمدينة مراكش، والتي وصلت إلى حد تبادل الاتهامات بين عبد اللطيف أبدوح، الكاتب الجهوي لحزب «الميزان»، وعدنان بنعبد الله، عضو المجلس الوطني لحزب «التراكتور». وحسب معلومات حصلت عليها «المساء»، فإن حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، ربط الاتصال ببعض قياديي حزب الأصالة والمعاصرة بمراكش وعبر لهم عن اعتذاره عما بدر من أبدوح، نائب رئيسة المجلس الجماعي لمراكش. كما ربط مصطفى الباكوري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، الاتصال ببعض المسؤولين من أجل تهدئة الأوضاع داخل المجلس الجماعي لمراكش، وتوجيه رسالة إلى قيادة حزب «البام» بالمدينة الحمراء مفادها أن التحالف مع حزب «الميزان» لا يجب أن «ينسف بسلوكات فردية»، الأمر الذي حذا بعدد من مستشاري حزب «التراكتور» إلى لقاء أبدوح، أحد الوجوه البارزة في حزب الاستقلال بمراكش، وزيارة عدنان بنعبد الله في مكتبه بمقاطعة المنارة من أجل طي صفحة الخلافات، التي وصلت حد تبادل الاتهامات خلال لقاء المكتب المسير لمجلس مراكش الأسبوع الماضي. وأوضحت مصادر «المساء» أن مستشارين جماعيين، أبرزهم عبد اللطيف أبدوح، وحياة المشفوع، وعبد العزيز مروان، توجهوا نهاية الأسبوع الماضي صوب مقر مقاطعة المنارة من أجل تهدئة الأوضاع والقيام بصلح بين أبدوح وبنعبد الله، الذي كان يضع على المكتب رسالة الاستقالة من حزب «التراكتور»، والمجلس الجماعي لمدينة مراكش، قبل أن يثنيه المستشارون عن الإقدام على هذه الخطوة. وإذا كان بعض من حضروا اللقاء يعتبرون أن السباق نحو العمدية بين كل من أبدوح، الذي سبق أن صرح أمام قاضي غرفة الجنايات بمراكش أنه سيترشح للانتخابات الجماعية المقبلة، وسعي بنعبد الله إلى تحمل مسؤولية تدبير مدينة مراكش، بعد أن ضاعت منه في الساعات الأخيرة، قبل أن يتم اقتراح العمدة المنصوري، فإن حقيقة الصراع تتمثل في «توريط» بنعبد الله لأبدوح في ملف ما يعرف بكازينو السعدي. إذ أن بنعبد الله وخلال مرحلة التحقيق أدلى بوثائق وتصاميم معدة من قبل مساح طبوغرافي، إضافة إلى بعض الصور الشمسية، ووثائق غير رسمية يطعن أبدوح في صحتها، تؤكد وجود مساحة خضراء في منطقة رخص فيها أبدوح بالبناء. وعلمت «المساء» أن الأمين العام لحزب الاستقلال يوجد بمدينة مراكش رفقة العشرات من قيادة الحزب، وأن لقاء مغلقا احتضنه أحد الفنادق الفاخرة بممر النخيل «بالموري» بمراكش، عرف تدارس عدد من القضايا، أبرزها الإضراب الذي دعت إليه نقابات عمالية نهاية الشهر الجاري، وكذا انتخاب قيادة جديدة على رأس نقابة الاتحاد العام للشغالين، الذراع النقابي لحزب الاستقلال، إضافة إلى بعض القضايا السياسية والحكومية.