نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، تقريرا حول اكتشاف بعض علماء الفلك مؤخرا، كوكبا يبعد أربع سنوات ضوئية فقط عن الأرض، ما يعني أن "البعثات الفضائية يمكن أن تصل إليه في المستقبل البعيد". وقالت الصحيفة في تقريرها ، إنه تم العثور على كوكب صخري، قد يكون مأهولا ببعض الفضائيين، ويُعد قريبا بما فيه الكفاية؛ ليتمكن علماء الفضاء من السفر إليه في المستقبل. وأضافت أن "الكوكب المعروف باسم (بروكسيما ب)، هو أكبر بقليل من الأرض، ويبعد حوالي أربع سنوات ضوئية فقط عن كوكبنا، وهو يدور حول نجم بروكسيما سنتوري، الذي يُعد الأقرب إلى نظامنا الشمسي". وأشارت إلى أن العلماء يأملون في أن يكونوا قادرين على استكشاف هذا الكوكب؛ من أجل إيجاد حياة فيه، حيث يكمن هذا الكوكب في المنطقة الصالحة للسكن حول الشمس، أي في مكان يمكن أن يحتوي على حياة. وفي هذا السياق؛ نقلت الصحيفة عن الدكتور غويلم إنغلادا إسكود، من كلية الملكة ماري، ويعمل مع فريق دولي يتكون من نحو 30 عالم فلك، قوله: "إن النجاح في البحث عن أقرب كوكب أرضي خارج النظام الشمسي؛ كانت تجربة رائعة جذبت تفاني وشغف العديد من الباحثين الدوليين"، وأضاف: "نأمل في أن هذه النتائج ستلهم الأجيال القادمة في مواصلة البحث وراء النجوم، والبحث عن حياة على كوكب (بروكسيما ب) في المستقبل". وبينت الصحيفة أن هذا الكوكب دورته خلال 11.2 يوم فقط، كما أنه يوجد في مكان قريب من نجمه، ما يسمح بوجود المياه على الكوكب، والتي تُعد مطلبا مهما لظهور الحياة على سطحه، مستدركة بالقول إن "هذا الكوكب يتعرض من نجمه لأشعة فوق بنفسجية قوية، وأشعة سينية، وهو ما يعني أن أي كائن يعيش هناك سوف يجد صعوبة كبيرة في العيش". وأضافت أن العلماء ما زالوا غير متأكدين مما إذا كانت الكواكب مثل "بروكسيما ب" صالحة للسكن أم لا، بسبب الجدل حول ما إذا كان يمكن العثور على الهواء والمياه السائلة السطحية هناك، كما أنهم سيحتاجون إلى مزيد من الأبحاث للتوصل إلى فهم المزيد عن الغلاف الجوي لهذا الكوكب؛ للتأكد من إمكانية العثور على الحياة هناك، مشيرة إلى أنه "على الرغم من المناقشات المكثفة الجارية حول ذلك؛ فإنه من غير المرجح أن تتم تسوية هذه المناقشات دون القيام بدراسة مباشرة لهذا الكوكب". وأوضحت الصحيفة أن العلماء قاموا بأبحاث عديدة منذ فترة طويلة، حول خصائص نجم كوكب بروكسيما سنتوري، لما يمثله من أهمية بسبب شبهه الكبير مع كوكب الأرض. وبينت أنه "قد تم العثور على هذا الكوكب من خلال النظر في البيانات التي تم جمعها من قياسات دوبلر التي رصدتها تلسكوبات المرصد الأوروبي الجنوبي بين عامي 2000 و2014، وغيرها في عام 2016، وأتاحت بيانات دوبلر للعلماء دراسة التحركات الصغيرة التي تميل إلى أن تكون نتيجة للجاذبية". وأضافت الصحيفة أن هذه البيانات ساعدت في اكتشاف العلماء لخصائص هذا الكوكب الجديد، الذي له نفس حجم الأرض تقريبا، كما أنهم اكتشفوا أن هذا الكوكب قادر على إكمال دورته حول نجمه كل 11.2 يوم. ونقلت عن الدكتور جون بارنز، من الجامعة المفتوحة، قوله إنه "بمجرد أننا اكتشفنا أن تمايل هذا الكوكب لا ينجم عن نجوم، وتأكدنا أن هناك كوكبا يدور داخل منطقة يمكن أن توجد فيها مياه؛ كان ذلك أمرا مثيرا للاهتمام". وأضاف بارنز: "إذا ما أثبتت البحوث أن ظروف الغلاف الجوي لهذا الكوكب مناسبة للحياة؛ فإنه يمكن القول إن ذلك سيكون من أكثر الاكتشافات العلمية أهمية". وفي الختام؛ أوضح عالم الفلك آرتي هاتزز، في مقال كتبه في مجلة "نايتشر"، أن بروكسيما سنتوري يبعد عدة مئات أو آلاف المرات عن الشمس، وأن أي حياة على هذا الكوكب يمكن أن تتطور بعد موت الشمس.