وقعت بممر غير محروس بحي زواغة بمدخل مدينة فاس، فاجعة إنسانية صادمة، أبكت كل الحاضرين وبثت في قلوبهم الحزن والأسى، صبيحة الإثنين الماضي، بعد أن عاينت القطار رقم 105 الذي يربط بين محطة البيضاء المسافرين، ومحطة وجدة، وهو يدهس شيخا أبكم في ال 65 من عمره، ليحيل جسده إلى أشلاء متناثرة على طول السكة الحديدية على مقربة من الجسر الرابط بين زواغة العليا والسفلى. يذكر أن الحادث آلم كل من علم به، فالضحية متزوج وأب لأبناء، وفي وضعية إعاقة، كان يهم بعبور السكة نحو دوار "السغروشني"، بحثا في مطارح الأزبال عن أشياء متخلى عنها، يمكنه نبشه من التقاطها وجمعها وإعادة بيعها قصد تدبر مبلغ زهيد يساعده على إعالة أسرته المعوزة، غير أن القطار وضع نقطة النهاية لحياته البائسة، تاركا عربته ومظلته التي تحميه من أشعة شمس غشت الحارقة التي تعرفها فاس عادة، ووجبة غذائه والتي حال القدر بينه وبين تناولها. وقد وجدت عناصر الوقاية المدنية صعوبات جمة في جمع أشلاء الهالك، ومكن العثور على حقيبته العناصر الأمنية من الاتصال بأسرته. وقد جرى نقل أشلاء الضحية نحو مستودع الأموات بمستشفى الغساني بفاس قصد إخضاعها للتشريح الطبي لتحديد أسباب الوفاة.