رغم ضعف المشاركة بالانتخابات البرلمانية فيمصر، فإن الطرائف التي شهدتها كانت بالجملة. والانتخابات النيابية هي ثالث الاستحقاقات التي نصت عليها "خارطة الطريق" التي تم إعلانها يوم 8 يوليو/ تموز 2013 عقب إطاحة الجيش ب محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيًا، وتضمنت أيضًا إعداد دستور جديد (تم في يناير/ كانون الثاني 2014) وانتخابات رئاسية. أولى هذه الطرائف كان إعلان اللجنة المشرفة على الانتخابات بمحافظة البحيرة (شمال البلاد) حصول النائب السابق عن الحزب الوطني مبروك زعيتر، والمحبوس حاليًا لمدة خمس سنوات في قضية "تحريض على القتل" على 18472 صوتًا في دائرة مركز دمنهور. ووفق وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، فقد جاء ترشح زعيتر لانتخابات البرلمان بحكم محكمة القضاء الإداري بدعوى أن الحكم الصادر بحقه ما يزال غير نهائي. وفي محافظة المنيا (بالصعيد) وطبقا لنتائج فرز أصوات الناخبين بدائرة قسم المنيا، ومقرها قسم شرطة المنيا، فقد حصل المرشح المستقل محمود خلف الله مهني على 368 صوتا، رغم وفاته قبل أسبوعين من الانتخابات في حادث سيارة بمحافظة الجيزة (غربي العاصمة). وجاء هذا التصويت رغم وضع اللجنة العامة لانتخابات المنيا لافتات على أبواب اللجان بوفاة المرشح. طرائف بالجملة كما رصدت كاميرا صحيفة "الوطن" في أول أيام الانتخابات سكرتير عام محافظة سوهاج شعبان قنديل، وهو يمسك خرطوم مياه، ويرش فناء مدرسة "الثانوية العسكرية" استعدادًا لبدء عملية الاقتراع، مبررًا ذلك بأنه يؤدي واجبه تجاه وطنه. كما فوجئ المواطن يسري محمد سعد بأن اسمه غير مُدرج بكشوف الناخبين المُسجلين بقاعدة الناخبين بسبب وفاته، وفق ما أخبره المشرفون على اللجنة الانتخابية. ورصدت غرفة عمليات الانتخابات البرلمانية، بمحافظة البحيرة، قيام قاضٍ بلجنة 38 بمدرسة "بيبان المشتركة" بكوم حمادة، بنسيان أوراق اللجنة في منزله بكفر الزيات بمحافظة الغربية، واضطرت اللجنة لإرسال سيارة لإحضار أوراق التصويت. كما فوجئ الناخبون بمحافظة الإسكندرية بسيدة مسنة تقول لمرافقيها إنها انتخبت الحاج غريب "الله يرحمه". وعندما سألتها إحدى الصحفيات عن أسباب مشاركتها بالانتخابات قالت إنها تنفذ ما تطلبه منها الحكومة، حيث سمعت الحكومة في وسائل الإعلام تطالب الشعب بالنزول للانتخابات. سخرية إلكترونية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، سخر المصريون من الانتخابات البرلمانية ودشنوا عدة وسوم (هشتاغات) تدعو للمقاطعة من أبرزها "#بدل_ما_تنتخب" و "#مجلس_النواب" و "محدش_راح" (لم يشارك أحد). وكتب المغرد حزلقوم قائلا "الحاجة الوحيدة اللي نزلت في الانتخابات هي الجنيه المصري قصاد (أمام) الدولار". أما السفير السابق إبراهيم يسري، فقال "ما يدهشني ويغص نفسي هو أن هؤلاء المرشحين فرحانين بالإعادة أو بالفوز بكراسي البرلمان تطلعا للمرتبات والخدمات والتربح، رغم أن المعني الديمقراطي لتدني نسبة المصوتين ومقاطعة 90% من المصريين هو سحب الثقة من النظام". بدوره، علق الصحفي سامي كمال الدين قائلا "من شعب مصر إلى عبد الفتاح السيسي، مفيش.. معنديش.. مش قادر أديك (أعطيك)". من جانب آخر، علق المحامي والحقوقي جمال عيد ساخرًا من الإقبال الضعيف قائلا "أنا عازم كل اللي صوتوا على غدا (غداء) في مطعم جاد بتاع 26 يوليو(المشهور) وحناخد (سنأخذ) ترابيزة لوحدنا".