بعد وفاة محمد ولد عبد العزيز المراكشي، زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، تُطرح العديد من التساؤلات حول مصير ومستقبل الجبهة، وعن "الزعيم" الجديد الذي سيرأسها. رحيل "قيادة" غير شرعية يرى الأستاذ محمد بودن، الكاتب والباحث السياسي، أن بوفاة ولد عبد العزيز "تكون جبهة البوليساريو قد دفنت جزء من رمزيتها، بالرغم من أن عبد العزيز، ظل خاضعا لدائرة غير رسمية من التعقيدات التي حتمت عليه طاعة الجزائر في التوجهات الإيديولوجية والسياسية" مُضيفاً أن "هذا الحدث يضع الجبهة في مرحلة انتقالية غير مسبوقة، توفر نافذة فرص، وتتضمن مجموعة من التهديدات، وتعزز ضعف القدرة على تأطير الأحداث، والشك في رأس المال السياسي "لأجهزة" الجبهة". كما أن هذا الحدث سيزيد من مستوى فشل البوليساريو في صناعة مشروع مستقل عن العقيدة الجزائرية، وستتظافر مع هذا العامل، عوامل أخرى تتجلى في ارتفاع منسوب الإحباط، وتراجع الزخم، وتردي الحالة الاجتماعية والاقتصادية لمحتجزي مخيمات تندوف، وهذا ما سيدفع إلى تفكك، البنية الانفصالية، والبحث عن "ملاذ أخير لحل أزمة القيادة الممتدة ". مُستقبل غامض وتبعية للجزائر وقال بودن، رئيس مركز اطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، إن مع وفاة محمد عبد العزيز، ستتزايد التكهنات بشأن من سيخلفه في المستقبل، لكن يبدو أن خط خلافته قد حسم بنسبة كبيرة من قبل النظام الجزائري، بحيث تسير الأمور نحو تغليب القبعة العسكرية،على التواجد المدني، فضلا عن معطى الإنتماء القبلي، ودرجة القرب من الجزائر، وقوة الفصائل المعادية للمصالح المغربية، وعليه فإن أبرز المرشحين لخلافة " المراكشي " تتحدد في إبراهيم غالي وهو مايسمى بوزير الدفاع السابق و سفير البوليساريو في الجزائر العاصمة سابقا، ومحمد خداد منسق جبهة البوليساريو مع بعثة المينورسو، و عبد الله الحبيب وهو ما يسمى وزير الدفاع الحالي، وخديجة حمدي زوجة محمد ولد عبد العزيز، والبشير مصطفى السيد وهو شقيق مؤسس البوليساريو مصطفى الوالي السيد، وعبد القادر الطالب مايسمى بالوزير الأول، ومحمد سيداتي ممثل البوليساريو بأوروبا،وتفيد تقارير أن المخابرات الجزائرية،مرتابة بشأن بعض الأسماء المطروحة لخلافة ولد عبد العزيز، الذي سيخلفه إلى غاية ترسيم " قائد الجبهة " بعد مرور 40 يوما، خطري أدوه " رئيس برلمان البوليساريو". وأشار المحلل السياسي إلى أن جبهة البوليساريو تحاول، بإيعاز من الجزائر إنتاج آليات قانونية وديمقراطية،شكلية لخلافة عبد العزيز، وهو ما تم الإعلان عنه عبر مضامين الفصل 49 من ما يسمى دستور البوليساريو. هل سيتوقف الطموح الانفصالي؟ بعد هذا الحدث يبقى سيناريو حالة " السكون " محتملا، وبعدها يبقى احتمال تحقيق الاستدارة قائما، اذا حصلت تشوهات على مستوى " القيادة المقبلة "، وهذا قد تساهم فيه عوامل معرفة " القبائل الصحراوية " بتاريخ محمد عبد العزيز بدعم من الجزائر في نشر الفقر والجهل بين محتجزي مخيمات تندوف، وجعلهم فريسة لحملات ومؤثرات. يضيف بودن. ويؤكد أنه "باستقراء هذا المستجد والمتغير،يبقى السؤال الأساسي لدى المتتبع هل هل ستتوقف جبهة البوليساريو عن الإستمرار في طموحاتها الانفصالية،باحتضان جزائري،بوفاة عبد العزيز ؟ قد تثار مع هذا السؤال عشرات الأسئلة غير المنتهية، والتي سوف تشكل جميعها ذلك السؤال المركب والمعقد الذي أشرنا إليه. في المقابل وقصد الجواب عن السؤال السالف، يقول المحلل السياسي إنه من الصعب الاستغراق في " توصيف " وفاة عبد العزيز وأثرها،لكن المفيد هو تحليل اللحظة التي تعتبر منعطفا في سقوط " الرأس الظاهر " لجبهة انفصالية،قد ينتج صراع إرادات يقضي على أطروحة متقادمة فوق " رمال متحركة ".