أعلن رئيس حكومة إسبانيا بيدرو سانشيز اليوم الأربعاء، في البرلمان، أن الترحيب بمقترح المغرب المتمثل في منح الصحراويين الحكم الذاتي كحل لقضية الصحراء المغربية يدخل ضمن دينامية الترحيب بالمقترح من طرف الأممالمتحدة في قراراتها، وكذلك من طرف عدد من الدول الأوروبية وواشنطن. ويرى سانشيز في تعيين المبعوث الخاص بالنزاع ستيفان دي ميستورا فرصة لإرساء السلام والتوصل إلى حل لنزاع طال كثيرا. وكان رئيس الحكومة الإسبانية قد بعث برسالة إلى الملك محمد السادس منذ ثلاثة أسابيع، يرحب فيها بمقترح الحكم الذاتي ويعتبره مدخلا أساسيا لإيجاد حل للنزاع في إطار قرارات الأممالمتحدة. وتناولت الرسالة ضرورة تطوير العلاقات الثنائية والتفاهم في مختلف المجالات ومنها محاربة الهجرة السرية. وتعرض وقتها لحملة من مختلف الأطراف السياسية في إسبانيا التي اتهمته بالتخلي عن الصحراويين وتبني أطروحة المغرب. وفي الوقت ذاته، اعتبرت الجزائر موقفه الجديد من الصحراء بأنه "خيانة" وسحبت سفيرها من مدريد وهددت بمراجعة كافة الاتفاقيات بين الطرفين. وبعد استعراض مميزات العلاقات بين المغرب وإسبانيا وأهمية هذا البلد المغاربي كشريك استراتيجي في مختلف القطاعات الأمنية والاقتصادية والسياسية، تطرق إلى ملف الصحراء الذي يثير جدلا كبيرا في هذا البلد الأوروبي على ضوء ما يفترض تغيير مدريد لموقفها من النزاع لصالح المغرب. في هذا الصدد، نفى رئيس الحكومة خلال مثوله أمام البرلمان في جلسة هامة نقلتها قنوات التفزيون مباشرة، أن تكون إسبانيا قد غيرت من النزاع. واستعرض عددا من العوامل التي تعزز قوله هذا، حيث أشار إلى ترحيب الحكومة الإسبانية إبان رئاسة خوسي لويس رودريغيث ساباتيرو سنة 2008 بمقترح الحكم الذاتي، ثم شدد على قرارات مجلس الأمن الدولي حول نزاع الصحراء المغربية التي تصف ومنذ سنوات المقترح المغربي "بالجاد"، وتطرق إلى الفاعلين الدوليين مثل موقف المفوضية الأوروبية والولايات المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة الذين يصفون المقترح "بالجاد". واستطرد في توضيح الموقف الإسباني سواء في التصريحات أو الرسالة التي وجهها إلى الملك محمد السادس بأن كل حل للنزاع يجب أن يكون في إطار الأممالمتحدة ووفق قراراتها وبقبول الطرفين. وطالب بالانخراط في مساعي البحث عن حل لنزاع استغرق 46 سنة وحكم على أجيال بالحرمان. ويرى في تعيين الأممالمتحدة مبعوثا خاصا للأمين العام في نزاع الصحراء ستيفان دي ميستورا بعد سنتين من الانتظار، عنصرا هاما يشجع على الانخراط في البحث عن حل للنزاع. وعاد ليؤكد وقوف حكومة مدريد مع الصحراويين من خلال تقديم المساعدات الإنسانية والحوار.