كشف عبد الفتاح الفاتحي المحلل السياسي والخبير في الشؤون المغاربية في حوار مع "موقع نون بريس" عن التأثيرات المرتقبة على الاستثمارات المغربية في إفريقيا، وذلك بعد تصويت البرلمان الإفريقي على قرار يدين طرد المغرب للمكون السياسي للمينورسو. كما تحدث لنا عن تداعيات هذا القرار على المغرب والجهات التي تقف وراءه. 1-ما تداعيات تصويت البرلمان الإفريقي على قرار يدين طرد المغرب للمكون السياسي للمينورسو (تداعياته) على المغرب؟ إن توصية البرلمان الإفريقي بإدانة المغرب لطرده 84 عنصرا من المكون المدني لبعثة المينورسو هو تحصيل حاصل. ويبقى هذا "القرار" نسخة مطابقة لادعاءات البوليساريو والجزائر. وباقي مضامين هذا القرار إنما تعبر عن تبني مدفوع الأجر من الجزائر لموقف البوليساريو بدون أدنى تغيير، ولذلك لم يكن مستغربا هذا القرار. وهنا أيضا وجب التذكير بأن هذا الانحياز ليس آنيا وإنما تبنته منظمة المؤتمر الافريقي وباقي مؤسساتها للأطروحة الانفصالية، حينما قبلت بعضوية كيان وهمي غير معترف به أمميا، وهو أمر سبق أن رد عليه المغرب بإعلان انسحابه من هذا التنظيم الاقليمي في سنة 1984. وبناء عليه فطبيعي أن تصدر مثل هذه القرارات قبل صدور قرار مجلس الأمن الدولي حول الصحراء رقم 2285 أو بعده لتكثيف الضغط على المغرب من أجل عودة عناصر بعثة المينورسو إلى الصحراء. 2-هل سيؤثر ذلك على الاستثمارات المغربية في إفريقيا؟ إن المغرب ماض في خطة استراتيجية طويلة الأمد في افريقيا تقوم على مبدأ تعاون جنوب جنوب، وهو بذلك يرجح قوة عودته إلى افريقيا بناء على المدخل السياسي، والمغرب وإن يعرف تحديات هذا العمل المهيكل فإنه يستمر في ذلك بقناعة يقودها شخصيا جلالة الملك محمد السادس من خلال زيارات متكررة لدول افريقية صديقة. والحق أن خطة المغرب قد أتت أكلها بقوة وبدت نتائجها تنعكس على الواقع السياسي لعدد كبير من الدول الإفريقي من قضية الصحراء حيث نرى أصوات إفريقية باتت تعترض على قرارات الاتحاد الافريقي على قرارات معادية للمغرب. كما أن المغرب بعودته إلى الواقع الإفريقي يبقى أكبر من موقف سياسي وإنما لأبعاد جيواستراتيجية أشمل، حيث تمكن المغرب من أن يصبح ثاني بلد افريقي مستثمر في افريقيا وأول مستثمر في افريقيا الغربية، وأن هذا الوجود الإقتصادي كفيل بأن يعيد صياغة المواقف السياسية للدول الإفريقية داخل الاتحاد الإفريقي. ولذلك لا يمكن للمغرب أن يتراجع عن استثماراته في إفريقيا لأنها صارت تأتي بعائدات المالية تؤكد على نجاح المغرب في مشاريعه الاستثمارية في افريقيا، سيما أن هذه المشاريع تستهدف تنمية البنيات التحتية والتنمية البشرية في الدول الافريقية. 3-هل هناك ضغوط على البلدان الإفريقية للتصويت على هذا القرار؟وما هي الجهات التي تقف خلف هذه الضغوط إن وجدت؟ إن التصويت على قرار إدانة المغرب لا يخرج عن سياق تكثيف الضغط على الموقف التفاوضي في نزاع الصحراء، وهي مناصرة مشروطة بالبترودولار الجزائري من أجل فصل الصحراء وهو تصور سياسي مدمر في المنطقة وعلى باقي الدول، ذلك أن ثقافة الانفصال باتت اليوم مطلبا قويا تكتوي به الجزائر بسبب مطالب قبائليين بالانفصال عن الجزائر.