قالت صحيفة الغارديان البريطانية أن المهدي بن بركة، المعارض المغربي السابق، قدم خلال الحرب الباردة معلومات إلى جهاز الأمن التشيكوسلوفاكي مقابل أموال كبيرة، وذلك استنادا إلى وثائق رفعت عنها السرية لأجهزة المخابرات التشيكوسلوفاكية. الغارديان ، وفي مقال نشرته اليوم الأحد 26 دجنبر 2021 تحت بعنوان "زعيم المعارضة المغربية المهدي بن بركة كان جاسوسا بحسب ملفات الحرب الباردة"، قالت أن بن بركة كان يتلقى أموالا مقابل المعلومات التي يقدمها وبأن الشكوك كانت تحوم حول كونه كان عميلا مزدوجا. وحسب الملفات الاستخباراتية التشيكية أن بن بركة لم تكن له فقط علاقة وثيقة مع جهاز الأمن التشيكوسلوفاكي الرهيب، بل كان يتلقى مقابل ذلك أموالا كبيرة، وفق ما كشفته الصحيفة البريطانية. وأضافت الصحيفة "غالبا ما يوصف بن بركة بأنه مناضل ضد المصالح الاستعمارية ويعمل لصالح العالم الثالث، لكن الوثائق تكشف عن صورة مختلفة تماما: رجل لعب على أوتار عديدة، وكان يعرف الكثير ويعرف أيضا أن المعلومات كانت ذات قيمة كبيرة في سياق الحرب الباردة. كان انتهازيا يلعب لعبة خطيرة للغاية"، وفق ما أكده الدكتور يان كورا (Jan Koura)، أستاذ مساعد بجامعة شارل في براغ، والذي تمكن من الوصول إلى تلك الملفات. لم يتمكن يان كورا فقط من الوصول إلى ملف بن بركة بأكمله في أرشيف جهاز الأمن التشيكوسلوفاكي، ولكن تمكن أيضا من مقارنة صفحاته البالغ عددها 1500 صفحة مع آلاف الوثائق السرية الأخرى المنشورة حديثا. وقال يان كورا: "ليس هناك شك في (وجود علاقة مع جهاز الاستخبارات). كل الوثائق تؤكد ذلك". وفقا للملف الذي اطلع عليه الدكتور يان كورا، بدأت علاقة بن بركة مع جهاز الأمن التشيكوسلوفاكي في عام 1960، عندما التقى بأهم جاسوس لهذا الجهاز في باريس. وكتبت الصحيفة: "كان جواسيس براغ يأملون أن يقدم له هذا القائد البارز للنضال من أجل استقلال المغرب ومؤسس أول حزب اشتراكي معارض، معلومات قيمة، ليس فقط عن التطور السياسي للمملكة، ولكن أيضا عن تفكير القادة العرب مثل الرئيس المصري جمال عبد الناصر". وأضاف أنه بعد وقت قصير من لقائهما الأول، أفاد جهاز الأمن التشيكوسلوفاكي أن بن بركة كان مصدرا "قيما للغاية" للمعلومات وأطلق عليه اسم "الشيخ"، بحسب ما كشفته الأرشيفات. وتستشهد الغارديان بسلسلة من العمليات الاستخباراتية التي نفذها بن بركة لصالح جهاز الأمن التشيكوسلوفاكي. ففي شتنبر 1961، وفقا لنفس الملف، تلقى بن بركة 1000 فرنك فرنسي من جهاز الأمن التشيكوسلوفاكي مقابل تقارير قدمها عن المغرب. كما عرض على بن بركة القيام برحلة مدفوعة التكاليف بالكامل إلى غرب إفريقيا لجمع معلومات استخبارية عن الأنشطة الأمريكية في غينيا الاستوائية. واعتبرت هذه المهمة ناجحة.